فشل الناخب الوطني، ميلوفان رايفاتس، في أول امتحان رسمي له على رأس العارضة الفنية أمام منتخب الكاميرون، بعدما فرض عليه هذا الأخير التعادل الإيجابي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة (1-1)، برسم الجولة الأولى من المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، في لقاء كان يُعلق عليه الجزائريون آمالا كبيرة من أجل فك عقدة الكاميرونيين، حيث لم يفهم جميع من تابع مجريات اللقاء الخطة الغامضة التي انتهجها الصربي، بالرغم من أنه وبحسب معطيات اللقاء فقد اعتمد على خطة (4-2-3-1) وهذا إلى غاية نهاية اللقاء ودونما أي تغيير بالرغم من إقحامه عناصر لا تلائم هذه الطريقة أمام منافس لم يُشكل خطورة كبيرة في الناحية الهجومية، خصوصا وأن "الخضر" كانوا بحاجة إلى نفس جديدة على مستوى الخط الأمامي من أجل الوصول إلى شباك الكاميرونيين، وهذا بإضافة مهاجم ثاني رفقة سليماني لمساندته وشغل القائم الأول الذي كانت كل التمريرات تتجه إليه، حيث كان مهاجم ليستر سيتي ينتظر عرضيات إلى رأسه في القائم الثاني، وبالتالي تتحول الخطة إلى (4-1-3-2) التي تضع أشبال بروس في ورطة. بودبوز الحلقة الأضعف في الفريق وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فقد كان واضحا تماما، وحسب العديد من المتتبعين أن رايفاتس أخطأ حينما اعتمد على بودبوز الذي كان الحلقة الأضعف في اللقاء، حيث إن اعتماد الناخب الوطني على رياض كصانع ألعاب لم يجن ثماره على مستوى الهجوم، بقدر ما تسبب في عرقلة التنشيط الهجومي وخصوصا على مستوى الجهة اليمنى التي كان ينشط بها محرز، إضافة إلى ذلك، فإن ضعف بودبوز في الصراعات الثنائية وخوفه على قدميه وتجنبه الاحتكاك في كل مرة خلق ثغرة في وسط الميدان، كانت نقطة بناء هجمات المنتخب الكامروني الذي كثف من هجماته على جهة الظهير الأيمن زفان، حيث اكتشف الكامرونيون ضعف هذا اللاعب الذي تمثل سوء توقيت تدخلاته في ارتكاب هفوة في التدخل كالعادة كلفت الجزائر هدف التعادل في الدقيقة 24، حيث كان الأجدر برايفاتس، اختيار العناصر المناسبة لمثل هذه اللقاءات التي تتطلب لاعبين من أمثال فيغولي وبراهيمي لبداية المباراة من أولها والسيطرة على مجريات اللقاء كما ينبغي.
ميلوفان يُثبت فشله في شوط المدربين وما يُعاب على الصربي رايفاتس، هو تأخره في القيام بالتغييرات المناسبة خلال مباراة الكاميرون، خصوصا خلال المرحلة الثانية من اللقاء والتي يُقال عنها إنها شوط المدربين، حيث أبان المدرب السابق للمنتخب الغاني فشله تماما في التفاوض وتغيير مسار اللقاء لصالحه بالشكل المناسب أمام منافسه البلجيكي هوغو بروس، حيث فضّل ميلوفان مواصلة اللعب بأعصاب الجمهور الجزائري وتأخر في إجراء أول تغيير، إذ أقحم براهيمي في وقت متأخر وهو ما جعل لاعب بورتو لا يستطع أن يُقدم الإضافة المرجوة منه في ظل تخصيص مراقبة لصيقة عليه، حتمت عليه الرجوع إلى منطقة "الخضر" لطلب الكرة وشنّ الهجومات، كما أن دخول رشيد غزال لم يمنح الإضافة هو الآخر في الوقت الذي كان رفقاء مبولحي بحاجة إلى تعزيز على مستوى الهجوم، ويبقى الأمر المثير للإستغراب هو إقحام فيغولي في الدقيقة 88، وهو اللاعب الأكثر تكاملا وخبرة في المنتخب الوطني الذي يتميز بالفنيات والسرعة والتمريرات الدقيقة، والأهم ذكائه التكتيكي وحركيته المتواصلة وهو ما كان يفيدنا ضد منتخب يتميز بثقل الحركة، خاصة على مستوى الدفاع.
انعدام التواصل المباشر بين المدرب واللاعبين بالموازاة من ذلك، الجميع لاحظ خلال المواجهة التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره الكاميروني، غياب التواصل المباشر بين المدرب رايفاتس واللاعبين، وهو الأمر الذي كان له الأثر الكبير على أداء اللاعبين، إذ ظل المدرب في معظم الأحيان ملتزما الصمت، مكتفيا فقط بتوجيه تعليماته المباشرة عن طريق مترجمه الذي بدوره يمرر التعليمات إلى منصوري ونغيز ومنه إلى اللاعبين، وهي النقطة السلبية التي كان ينبغي على رئيس "الفاف" محمد روراوة، مراعاتها قبل التعاقد مع هذا المدرب، خصوصا وأن كرة القدم الحديثة تتطلب تواصلا معنويا كبيرا ومباشرا بين اللاعبين والمدرب، حيث يعطيهم شحنة ذهنية ودافعية أكبر خاصة في الأوقات الصعبة للمباراة وهذا ما افتقده المنتخب الجزائري.