تعزيزات عسكرية ضخمة تصل إلى المنافذ الحدودية أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي بكل من تمنراست وعين قزام 24 مهربا وضبطت أسلحة وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى. وكشفت مصادر أمنية أن هذه العملية تتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة في إطار تشديد إجراءات المراقبة على المنافذ الحدودية. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني، وصلت "البلاد" نسخة منه، أنه "في إطار حماية الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي يوم 15 أكتوبر 2016 بتمنراست وعين قزام (الناحية العسكرية السادسة) 24 مهربا وضبطت مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف ومسدسا آليا وكمية من الذخيرة وشاحنة و3 مركبات رباعية الدفع و7 أجهزة كشف عن المعادن ومطرقة ضغط". وشرعت وحدة عسكرية متخصصة في مكافحة الإرهاب في التحقيق مع الموقوفين حول صلتهم المفترضة منع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". من جهة أخرى ضبط حرس الحدود ببشار بالناحية العسكرية الثالثة 78،1 كيلوغرام من الكيف المعالج، في حين أوقفت مفرزة للجيش الوطني الشعبي وعناصر الدرك الوطني بجانت في الناحية العسكرية الرابعة وأدرار بالناحية العسكرية الثالثة ثمانية مهاجرين غير شرعيين من جنسيات إفريقية مختلفة". وتضاف هذه العمليات إلى حصائل شبه يومية لوحدات الجيش التي أوقف فيها ما لا يقل عن 350 مهرب، بين أوت وسبتمبر الماضيين أغلبيتهم الساحقة إفريقيون، وبرز معطى تراجع تورط جزائريين في عمليات التهريب، قبل أشهر قليلة، موازاة مع القبضة الأمنية التي أحكمتها قوات الجيش، بعدما أعطت مكافحة التهريب طابعا لا يختلف عن مكافحة الإرهاب، وتضاعفت حصيلة الجيش في إحباط عمليات تهريب ومحاولات تسلل إرهابيين، بسبب تراجع دور "الدليل الصحراوي" لدى المهربين، الأمر الذي غالبا ما يضع المهربين في مواجهات مباشرة مع قوات الجيش لجهلهم بمنافذ التسلل.ومنذ بداية العام الجاري تقريبا، ألقت قوات الجيش القبض على قرابة 500 مهرب جزائري من أصل حوالي 1020 مهربا إفريقيا، وتتوزع جنسيات المهربين، بين النيجريين والغينيين والليبيين والتشاديين والماليين، وأيضا الجزائريين، غير أنه اكتشف أنه في العديد من العمليات التي يقوم بها الجيش، تجتمع كل هذه الجنسيات في عملية تهريب واحدة ولا يكون من بين المتورطين فيها جزائريون، بينما عمليات أخرى تجتمع فيها كل هذه الجنسيات، كما أن عدد الجزائريين المتورطين بها ضئيل جدا ولا يتعدى واحدا في البعض منها.ويشارك آلاف الجنود في الجنوب في عمليات عسكرية ضخمة مؤخرا لملاحقة جماعات التهريب التي تنشط في الصحراء. وتشمل العمليات ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر، أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.