كشف المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بزاز لخميسي، عن عدد من الاجتماعات التي نظمتها نحل وطوائف مختلفة بالجزائر، مؤخرا، في بعض ولايات الوطن على غرار تلمسان، غليزان والمسيلة، من اجل استقطاب أتباع جدد، غير أنها انتهت بتراجع البعض عن اتباعها. واعتبر المفتش العام في تدخله خلال منتدى يومية "الحوار" أن هذه الموجات التي وصفها بأنماط التدين الجديد أريد بها الإساءة إلى المجتمع الجزائري بإيعاز خارجي، مشيرا إلى التهديد الذي تشكله هذه النحل على أمن الأمة بلجوئها إلى التكفير والانحراف النحلي. وتساءل المصدر عن حاجة المجتمع الجزائري إلى وصاية دينية بلجوئه إلى طلب الفتوى من الخارج، رغم أن الجزائر تخرج علماء ودعاة منذ سنوات طويلة، مؤكدا أن وزارة الشؤون الدينية تسعى من خلال التكوين إلى جعل الأئمة في مستوى الاستجابة لانشغالات المواطنين، غير أن بقاء المسجد بعيدا عن نقاط ظل لا يصلها يتطلب من الجميع بذل جهد يصب في خانة حماية وحدة المرجعية الوطنية وإبعاد خطر الطوائف والنحل. وبالمقابل، ركز مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة، بومدين بوزيد، على ضرورة اهتمام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومصالح الأمن، بالتفتيش والتحقيق في وجهة أموال أتباع الأحمدية الذين يبايعون باستمارات ترسل إلى ما يسمى بالخليفة الخامس في بريطانيا، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله الأموال مجهولة المصدر، لافتا إلى ضرورة البحث عن علاقة التدين بالمال في الجزائر وكيف تمول هذه الطوائف، خاصة الأحمدية. وفي حديثه عن خطورة انتشار الطوائف والنحل في الجزائر، انتقد المتحدث غياب دور سلطة الضبط السمعي البصري في مراقبة ما تبثه القنوات التلفزيونية الخاصة حول مسائل الدين والشخصيات التي تستضيفها. واستنكر غياب عالم دين عن تشكيلة هذه الهيئة، يمكنه كشف التهريج الديني الذي يبث على هذه القنوات. كما شدد بومدين بوزيد على أهمية توحد جهود النخبة العلمية والمثقفة والإعلامية من أجل تصحيح الخطاب والرد على الخصوم بطريقة علمية، على حد تعبيره، والتمكين من كسب رهان حماية الأمن الاجتماعي والديني للجزائريين مع كفل حرية المعتقد. من جهته، اعتبر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق ڤسوم، أن انتشار الفرق الضالة في الجزائر سببه الخواء الديني والثقافي وعدم اضطلاع مؤسسات التكوين من المدرسة إلى الجامعة بدورها الحقيقي. كما انتقد ضعف مستوى الأئمة وعدم إلمامهم بجميع المسائل الذي تهم المواطن. فيما رد عليه الأمين العام لنقابة الأئمة جلول حجيمي بالقول إن هناك أئمة بمستويات تفوق الدكتوراه، غير أن ظروفهم الاجتماعية دفعت بالبعض إلى الانسياق وراء رجال المال وأن يصبح الإمام تحت رحمة جماعات ضاغطة تستغله.