حذّر الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، أمس السبت، من استغلال مسألة فرقة الأحمدية كورقة سياسية ، مطالبا بمعالجة الأمر بطريقة قانونية سليمة لحماية المجتمع من التفكك والحد من توسع رقعة هذه الأفكار الضالة والمعتقدات المنحرفة التي تروج لها التكنولوجيات الحديثة. وطالب المتحدث بأن يتم ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية التي من شأنها تمتين اللحمة الوطنية والمحافظة على الوحدة والتي يجب وفق ما أضاف، تدعيمها عبر برامج التعليم في كل الأطوار من الابتدائي لغاية الجامعة، لأن التفاف الغالبية الساحقة من الجزائريين حول مرجعية واحدة وتمسكهم بها تجعل القضايا الأخرى مثل ظهور الطوائف والمعتقدات الجديدة أمرا يسهل معالجته بالطرق القانونية. و أكد ا جلول حجيمي في تصريح للنصر، على هامش مشاركته في الندوة الوطنية للإتحاد العام للعمال الجزائريين والتي جرت فعالياتها بفندق ميريديان بوهران نهاية الأسبوع، أن الأحمدية ليست طائفة دينية بل هي فرقة محسوبة على الدين، وتوجد عينات من المنتسبين لهذه الفرقة في الجزائر بما أنه تم القبض على البعض منهم واعترفوا بانتمائهم لها، وبالتالي حسب ما أفاد به حجيمي، يجب التعامل مع هذه القضايا بطريقة سليمة بحيث لا يتم تضخيمها كي لا نعطيها حجما أكبر منها و أن لا تساهم بعض الأطراف في استغلالها سياسيا ، و بالمقابل لا يجب الاستهانة بها لأنها تشكل خطرا على المجتمع، مشيرا إلى أن التوعية وترقية الفكر الديني وفتح الحوار والنقاش في المسائل الدينية، هي أحسن سبل مواجهة هذه الأفكار الدخيلة، إلى جانب إيجاد حلول تقنية لمنع انتشار المواقع الإلكترونية التي تروج لها، أو حتى التي تروج للانحلال الخلقي، والتي هي نتاج انفتاح المجتمع الجزائري على التكنولوجيات الحديثة، حيث أن القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي وكل العالم الافتراضي هي أهم منابع الترويج لهذه الأفكار والمعتقدات التي أصبحت تنتشر وسط الجزائيين، وتؤثر على البعض منهم ولو أن إتباعهم لهذه المعتقدات مثلما أضاف حجيمي، يتم بصورة عاطفية وليست عقائدية ، ورغم هذا فهي أمراض يجب معالجتها وعدم تركها تتوغل في أوساط المجتمع الذي بدأ يفقد بعض القيم الراسخة. وقال حجيمي أنه حتى من يخالفوننا في المرجعية الدينية يجب احترامهم، ولكن مثل هذه الفرق غير الدينية يجب محاربتها والتصدي لها بكل الطرق حفاظا على المجتمع.