على الرغم من إعجابه بالسياسي الشاب امانويل ماكرون المرشح للرئاسيات الفرنسية، إلا أن الوزير الأسبق برنار كوشنير وأحد القيادات اليسارية المعروفة يصنف تصريحات ماكرون بخصوص الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر على أنها حماسة مفرطة إن لم تكن زلة لسان. وقال برنار كوشنير في حوار لصحيفة "القدس العربي"، إن تصريحات امانويل ماكرون محاولة لاستمالة الناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية، واعتبر أن الملفات الحساسة لا يمكن أن تعالج بهذه الطريقة أي بتصريحات غير محسوبة العواقب في ظل وجود تاريخ مثخن بالجراح والآلام. بالمقابل، أكد الدبلوماسي الأسبق أن فرنسا ارتكبت جرائم مروعة في الجزائر عليها الاعتراف بها لأن هناك وقائع لا يمكن إنكارها، غير أن عدم التوصل إلى الاعتراف وطي صفحة الماضي يعود إلى عدم امتلاك فرنسا الجرأة للاعتراف بكل ما اقترفته من جرائم أثناء الحقبة الاستعمارية لأن الحكومات المتعاقبة لم تكن لها الشجاعة الكافية لفعل ذلك على حد تعبيره، مضيفا أن الأمر كان سيعمل على تحسين العلاقات بين البلدين وأن أبناء الجيل الثالث والرابع من الفرنسيين من أصول جزائرية سيشعرون بأن فرنسا تحترم بلدا آباءهم وأجدادهم، وألقى برنار كوشنير اللوم على الحكومات الفرنسية المتعاقبة التي لم تجرؤ على إغلاق هذا الملف بشكل نهائي مثلما فعلت باقي الدول الأخرى مثل بريطانيا وعلى الجزائر أيضا، التي قال عنها إنها لم تعمل على طي الملف من أجل بدء علاقات جديدة مبنية على الاحترام المتبادل. وفيما يتعلق بالحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية، انتقد برنار كوشنير الذي كان داعما لمانويل فالس قبل خسارته مستوى النخبة السياسية الحالية ومستوى النقاش للمرشحين الفرنسيين الذين يطغى عليهم الأنا والمصالح الحزبية الضيقة، غير أنه أكد بالمقابل دعمه للمرشح الحر امانويل ماكرون الذي وصفه بالسياسي المنفتح غير المحسوب لا على اليساريين ولا على اليمينيين ويمثل جيلا جديدا من السياسيين الشباب، مؤكدا أنه سيصوت لصالحه، فيما اعتبر أن فرنسوا هولاند حقق الكثير لكن كانت تنقصه الشجاعة والإرادة السياسية لتحقيق المزيد.