يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء المقبل إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب، على أمل إقناعه بموقفه من ملفات توصف بالشائكة، وإعادة الزخم للعلاقات المتوترة منذ أشهر. وقال أردوغان إن زيارته إلى واشنطن قد تمثل "بداية جديدة" في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة "لا تزال تخوض مرحلة انتقالية، علينا أن نكون أكثر حذرا وحساسية". ويأمل الرئيس التركي في أن يقنع نظيره الأميركي بموقفه من جملة من الملفات التي ساهمت في توتير العلاقات بين البلدين، آخرها القرار الأميركي بتسليح المجموعات الكردية في سوريا، التي ترى فيها أنقرة أنها تنظيمات إرهابية، في حين ترى فيها واشنطن شريكا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ومع أن أردوغان كرر انتقاد أنقرة لقرار ترمب قائلا إنه يتناقض مع المصالح الإستراتيجية للبلدين، فإنه سعى أيضا لتصوير ذلك على أنه ميراث من سياسة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط. وتقول رويترز إن نبرة تصريحات أردوغان قبل أربعة أيام من زيارته لواشنطن بدت متناقضة مع انتقادات غاضبة صدرت من أنقرة في وقت سابق هذا الأسبوع عندما قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن كل سلاح يرسل إلى وحدات حماية الشعب هو تهديد لتركيا. من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن الزيارة ستكون فرصة "لتصحيح هذا الخطأ" في إشارة إلى قرار الولاياتالمتحدة تسليح أكراد سوريا. وكانت العلاقات بين أنقرةوواشنطن قد شهدت أيضا توترا في نهاية ولاية أوباما على خلفية رفض الأميركيين تسليم فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز الماضي. تطمينات أميركية في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بعد محادثات في لندن الخميس الماضي مع يلدرم إنه ليس لديه شك في أن البلدين بوسعهما العمل معا لتجاوز التوترات التي سببها قرار تسليح أكراد سوريا. وأبلغ مسؤول أميركي رويترز أن الولاياتالمتحدة تتطلع لتعزيز التعاون في مجال المخابرات مع تركيا لدعم معركتها ضد حزب العمال الكردستاني. لكن محللين ينذرون بالصعوبة التي سيواجهها أردوغان في تغيير رأي ترمب في قضيتي تسليح الأكراد وتسليم غولن، ما يثير احتمالات استمرار البرود في العلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الباحث في مركز المجلس الأطلسي للبحوث أرون ستاين قوله إنه يخشى أن يتحول اللقاء (بين أردوغان وترمب) إلى سرد للشكاوى.