كشف الروائي والمدير السابق للمكتبة الوطنية أمين الزاوي في حديث ل''البلاد''، عن حالة الألم والحزن التي يعيشها جراء الإقصاء والتهميش من قبل وزارة الثقافة وجميع مؤسساتها، وذلك مباشرة بعد إقالته من منصب مدير المكتبة الوطنية التي تولاها الشاعر والوزير السابق عز الدين ميهوبي بعد شغور المنصب لأكثر من عامين. واعتبر محدثنا أنه رغم حمله لاسم ''المثقف''، إلا أن خلافاته مع وزيرة الثقافة خليدة تومي فرضت عليه نوعا من الرقابة في كل مكان. حيث صرف النظر عنه من قبل جميع المؤسسات الثقافية ودور الثقافة التي أصبحت توصد أبوابها في وجهه، وتتجاهل اسمه وإسهاماته في الثقافة الجزائرية والعربية ''أنا لم أحرق المساجد حتى يظهر لي الجميع كل هذا الحقد والتهميش الكلي.. وخلافاتي مع الوزيرة لا تبرر هذا العداء والممارسة غير أخلاقية التي لا أملك إلا أن أترفع عنها''. وفي الإطار ذاته، أكد الزاوي أنه لم يعد يدعى للمشاركة في أي تظاهرة ثقافية تنظمها وزارة الثقافة كما كانت تفعل دائما في وقت سابق، وتطلب استشارته، على غرار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، موضحا أنه لم يدع للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الهام ''لست مدعوا بالرغم من كوني مثقفا وساهمت في الثقافة العربية، زيادة على كوني ابن تلمسان التي ستحتضن التظاهرة''، كما جاء على لسانه. من ناحية أخرى، كشف صاحب ''غرفة العذراء المدنسة'' عن انتهائه من كتابة أسطر روايته الجديدة باللغة الفرنسية ''اليهودي الأخير في تمنطيط'' التي ستصدر عن دار النشر الفرنسية ''فايار'' في شهر سبتمبر القادم، لتنشرها بعد شهر ''دار البرزخ'' الجزائرية التي اشترت حقوق طبعها، وهي ذات الرواية التي ينتظر أن تشارك في الطبعة القادمة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. وتدور أحداث هذه الرواية التي تأخذ طابعا تاريخيا، حول سيرة العلامة ''عبد الكريم المغيلي التلمساني'' الذي ولد بعد فترة قصيرة من وفاة أكبر رجل دين يهودي يعرف ب ''المكوة'' الذي يقام له ضريح في تلمسان. وبالمقابل يتناول الزاوي في هذا العمل الذي استغرق سنتين من البحث وجمع المخطوطات والوثائق، وصول اليهود إلى تلمسان واستقرارهم هناك وسيطرتهم على كل ما فيها، ليعود ويتحدث في الشق الأول للرواية عن''المغيلي'' الذي يعود من بجاية ليستقر في تلمسان بعدما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ويطلب منه العودة إلى الجنوب إلى حيث مملكة ''زناتة''. وهناك يتزوج ابنة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي التي تتوفى لاحقا ويدخل بعدها هو إلى منطقة في أدرار تسمى ''تمنطيط'' رفقة ابنيه، أين تواجهه مشاكل كثيرة مع يهود هذه المنطقة التي عمها الفساد والخراب وتحولت إلى صحراء قاحلة تغيب عنها القوافل. وفي الشاق الثاني للرواية، تحدث الزاوي عن شخصية اليهودي الأخير الذي استقر في ''تمنطيط'' دون أن يكشف عن هويته أو ديانته الأصلية، حيث عمل حارسا على قبر ''المغيلي'' وكان يؤم المصلين ويحج إلى بيت الله الحرام، وتمكن من إقناع الجميع بأنه مسلم.