رافع المرشح المستقل محمد السعيد لما حققه الرئيس بوتفليقة دون أن يذكره شخصيا، ولمح إلى ذلك بكلمة السنوات الأخيرة وخصوصا ما تحقق في مجال التنمية والمصالحة. كما عدّد، إلى جانب ذلك، النقائص المسجلة في فترة حكمه. حظي محمد السعيد، خلال زيارته لولاية غليزان، باستقبال شعبي أشبه بالاستقبالات التي قوبل بها المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة. إذ ترجّل محمد السعيد مئات الأمتار وسط المدينة على أنغام الزرنة وصهيل الخيل وطلقات البارود. وخلال تجمعه الشعبي الذي ظهر فيه في غاية الغبطة حيث ذكر ما حققته المصالحة الوطنية من استعادة الأمن وحقن للدماء مؤكدا على ضرورة ''تعزيزها حتى لا نعود إلى سنوات الدم''. وانتقد من ينكر ما حققته المصالحة بالقول: ''هناك من يقول إن المصالحة غير كافية، لكن التمسك بنصفها خير من ألاّ نتمسك بها''. ومقابل مرافعته لما تحقق، حرص محمد السعيد على أن يوضح أن المصالحة لم تكن لولا ''المؤسسة العسكرية والتي من دونها لما تمكن السياسيون من تحقيقها''. وفي هذا السياق حيّا أفراد الجيش الوطني الشعبي لما بذلوه ويبذلونه، إضافة إلى كافة الأسلاك الأمنية. وبعد أن أفرغ محمد السعيد من الثناء على ما تحقق، ذكر السلبيات التي ميزت فترة حكم بوتفليقة دون ذكره، والممتجلية في الفقر المتفشي في جزائر غنية، استفحال ظاهرة الرشوة التي لم يتحرك الساسة لمحاربتها وأغفلوا خطورتها، والبطالة المنتشرة ومشكلة السكن''. محمد السعيد أوضح أن التغيير الذي يأمله ''لا يعني تصفية الحسابات والروح الانتقامية ولكن التخلص من السلبيات، وهذا من منظور أنه لا ينتمي إلى المدرسة التي تتنكر لكل شيء. في سياق آخر بدا محمد السعيد واثقا من نجاح المشروع الذي يحمله من باب أن أسباب الأمل موجودة رغم المشاكل، وهذا ما سينتج عنه بناء دولة الحق والعدل والديمقراطية والمساواة، حيث لا يتجرأ فيها القوي على الظلم''. كما كشف محمد السعيد عن سبب اختيار غليزان كآخر محطة من عمر الحملة الانتخابية في ثلاثة أسباب: معاناتها من الإرهاب، وتضامنا مع ضحاياه ومع أهالي المفقودين، والدعم الذي لقيه في حملة التوقيعات ورغبته في إيصال رسالة إلى الجزائريين مفادها ''إنه من يحاول زرع الجهوية فاشل على طول الخط''. يشار إلى أن محمد السعيد، وقبل تنشيطه التجمع الشعبي، زار ضريح الولي سيدي امحمد بن عودة، وسبب ذلك كما قال في تصريح ل''البلاد'' ''أنا زرت قبر بطل قاوم الاستعمار الإسباني''. وفي البليدة، دعا محمد السعيد الشباب إلى عدم الاستسلام لليأس ورفع التحدي لإحداث التغيير المنشود، مشيرا إلى أنه ليس من القضاء والقدر القبول بالبطالة وفساد الأخلاق، بل يضيف يجب إزالة بعض مظاهر التخلف عن طريق إزالة أسبابها. مبعوث البلاد إلى غليزان