أئمة: الأصل في رمضان الصوم.. والإفطار في الحالات الاستثنائية للتلاميذ فقط ربورتاج: حليمة هلالي
كثرت في الآونة الأخيرة العديد من الفتاوى التي تبيح تارة إفطار الممتحنين المقبلين على امتحانات نهاية السنة مثل "البيام" و«البكالوريا" وأخرى ترفض ذلك كونها انتهاك لحرمة رمضان بحجة الامتحان والتحصيل الجيد للطالب، مستثنين حالات أخرى مثل السفر والمناطق الحارة والمرض التي يباح فيها الإفطار. وتباينت ردة فعل التلاميذ الذين اجتازوا امتحان شهادة التعليم المتوسط بين رافض لفكرة الإفطار في رمضان مهما كانت النتيجة وآخرون متخوفون من النتائج السلبية بسبب قلة التركيز أثناء الصيام. تخوف التلاميذ من تأثير الصيام على نتائج الامتحانات يجتاز خلال هذا الشهر الفضيل التلاميذ في مختلف الأطوار الامتحانات المصيرية مثل امتحان التعليم الأساسي وامتحان البكالوريا ويتخوف العديد من أوليائهم على نتائج تحصيل أبنائهم الصائمين بسبب تأثير الصيام ودرجات الحرارة ومشقة الامتحانات سواء بقلة التركيز وضعف الإجابة عن الأسئلة أو الإغماء بسبب درجات الحرارة العالية والعطش الذي يلاحق التلاميذ الصائمين أثناء اجتياز امتحاناتهم المصيرية. وحسب جولة استطلاعية قامت بها "البلاد"، فإن التلاميذ الذين يجتازون امتحان شهادة التعليم المتوسط أكدوا لنا أن الفترات المسائية هي الأشد تأثيرا عليهم حسبما أكدوه، خاصة أن التركيز يتناقص تدريجيا عكس الفترات الصباحية التي يكون فيها التلاميذ في نشاط، مؤكدين أنهم رغم حرارة الجو والامتحانات إلا أنهم فضلوا الصيام على الإفطار في رمضان. فتاوى الأئمة تثير بلبلة وسط الممتحنين من جهة أخرى، اختلفت الفتاوى الشرعية في أقطار الأرض ومشارقها حول إمكانية إفطار التلميذ الممتحن في رمضان فمن شيخ الأزهر الذي أباح إفطار الممتحن في رمضان من أجل التحصيل الجيد والفوز بالشهادة التعليمية إلى الشيوخ بالجزائر الذين أكدوا أن الأصل والأصح للتلاميذ في رمضان هو الصيام إلا في الحالات الاستثنائية وأفتى أئمة جزائريون آخرون بجواز إفطار المقبلين على هذا الامتحان في حالة تعرضهم للضرر الصحي شريطة أن تكون نية الصيام واردة. وأكد جلول حجيمي، الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف في حديثه مع "البلاد"، أن الأصح للتلميذ الذي يجتاز الامتحان هو الصيام، مفيدا في قوله "لا علاقة للصيام بالتركيز بل أكد أن الصيام يساهم في ارتفاع التركيز"، مدليا بأمثلة من التاريخ الإسلامي "أن أغلب الانتصارات التي حققها المسلمون كانت في رمضان". واستثنى الحجيمي التلاميذ الذين يجتازون الامتحانات بالمناطق الصحراوية الذين يقضون مسافات طويلة في المشي والسفر من أجل الوصول إلى مراكز الامتحانات، مفيدا "أن هؤلاء بإمكانهم الإفطار خاصة إن كان في السفر مشقة ويؤثر على جهدهم الفكري والعضلي، قائلا "لا ضرر ولا ضرار"، مؤكدا أن التلميذ إذا أحس بدرجة الخطر على صحته فيكون الأولى له أن يفطر ويعيد الصوم في أيام أخرى حسبما جاء في القرآن الكريم "أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون". هذه هي نصائح مختصي التغذية للتلاميذ الممتحنين في رمضان يؤكد مختصو التغذية أن للصوم تأثيرا إيجابيا على تركيز التلاميذ، وقدرتهم على الاستيعاب، عكس المشاع بين الجميع، أن الصيام يضعف التركيز و يوهن الجسم، حيث أثبتت الدراسات أن الحرمان من الطعام يزيد اليقظة، عند مختلف الكائنات الحية. وأفاد مختص في التغذية في حديثه ل«البلاد"، أن جسم التلميذ الصائم في رمضان يفقد كمية كبيرة من السكر في الدم والسعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة، لذلك على التلميذ الذي يجتاز الامتحان شرب كميات كبيرة من الماء على فترات في ساعات الإفطار وتقسيم الوجبات من الإفطار وحتى وقت السحور، والاعتدال في تناول كمية مناسبة من البروتين والنشويات والإكثار من المواد المرطبة كالفواكه والخضراوات وخاصة البطيخ والخيار والطماطم والخس. كما ذكر المختص "أن تناول الأطعمة التي تحتوى على سعرات حرارية والبروتين والنشويات كالفواكه التي تساعد في إفراز هرمونات التركيز والاستيعاب وتساهم في ترطيب الجسم ويمكن تناول هذه المواد بين الإفطار والسحور. وذكر المختص أن تناول المكسرات الطبيعية كاللوز أو الزبيب أو الموز والخيار والبطيخ لها فائدة جد عالية كونها تعتبر غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، لاسيما أنها تتحلل ببطئ لتتحول إلى سكريات في الدم وتقوم بتغذية المخ ولها تأثير هام في التركيز وتقليل التوتر عند الطلاب الذي يجتاز الامتحان. وذكر المختص في التغذية من الإفراط في تناول المنبهات كالقهوة والشاي خلال السحور كونها تؤدي إلى جفاف جسم الصائم في رمضان خاصة مع أيام الحر. الدكتور بواب ضياء الدين: أنصح التلاميذ المرضى بالإفطار أثناء الامتحان من جهته، حذر المختص في الغدد ومرض السكري بواب ضياء الدين، التلاميذ المصابين بمرض السكري المجتازين للامتحانات النهائية من مضاعفات الصيام على صحتهم، مؤكدا أن هذه الفئة مرخص لها طبيا الإفطار فلا حرج عليهم وبالنسبة لتلاميذ المرضى والذين يتناولون أدويتهم في شهر رمضان، أفاد المتحدث أن هؤلاء يمكنهم تنظيم تناول أدويتهم في الفترات الليلية وضرورة استشارة طبيبهم حتى يقدم لهم إرشادات طبية كونه الوحيد الذي يؤكد لهم إمكانية الصيام من عدمه تفاديا لمضاعفات تطرأ على صحتهم.