طالبت الجماهير الصحراوية في الأراضي المحررة وداخل مخيمات اللاجئين بتندوف قيادة البوليساريو بالعودة إلى الكفاح المسلح كخيار وحيد ونهائي لتحرير ما تبقى من الأراضي الصحراوية المحتلة من طرف المغرب منذ عام ,1975 وفشل سياسة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين منذ وقف إطلاق النار. وتشير المعطيات التي جمعتها ''البلاد'' إلى أن الشعب الصحراوي سئم من سياسة الوعود الجوفاء التي تحملها عديد القرارات الدولية بخصوص حقهم في تقرير المصير خاصة مع ''الانحياز'' المفضوح للهيئات الأممية التي وقفت عاجزة عن ''حمل'' المغرب للالتزام بالقرارات ذات الصلة بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي يراوح مكانه منذ 20 سنة، ولم يعد يخيف الصحراويين أي شيء في حال عودتهم إلى الحرب مع المغرب بعدما بنى جيش التحرير الصحراوي نفسه وكسب عدة وعتادا حربيا يجعله يقود حربه ضد المغرب بكل ثقة مع الدعم المعنوي الذي يوفره مئات الآلاف من الصحراويين، سوى تخوفهم من نتائج مؤتمر جبهة البوليساريو الذي سينعقد قبل نهاية السنة الجارية بخصوص أهم محور سيدرج في برنامج أشغال المؤتمر وهي العودة إلى الكفاح المسلح ضد المغرب من عدمه، وهو الخيار الذي يكتسي أهمية كبيرة في نفوس الصحراويين الذين يؤمنون أن ''حوار البندقية'' أجدى من حوار الطرشان في مفاوضات منهاست الأمريكية. وسيكون المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو ''حارا'' للغاية ليس لأنه ربما سيتزامن مع أشهر الصيف الحارة، وإنما لحرارة النقاش الذي سيدور خلال أيام المؤتمر، خاصة مع إصرار الصحراويين على قيادتهم بضرورة العودة إلى البندقية لتقرير أرضهم التي يعيث المغرب فيها فسادا. ولم تتوقف الشعارات المطالبة بتقرير المصير طيلة أيام الاحتفالات بالذكرى ال35 لإعلان الجمهورية الصحراوية المصادف لتاريخ 27 فيفري، حيث ردد الصحراويون شعارات ''الشعب يريد تقرير المصير'' تزامنا مع هبوب رياح التغيير الديمقراطي في عدد من البلدان المغاربية والعربية، حيث لا يريد الصحراويون أن يكونوا استثناء في المنطقة وهم الذين يناضلون منذ 35 سنة لاسترجاع كرامتهم وأرضهم التي احتلها المغاربة.