تعرف العديد من المؤسسات التربوية شغورا في عدة مناصب أساسية، منذ بداية الحملة الانتخابية قبل خمسة أيام، فالكثير من الإطارات في مختلف المؤسسات التربوية، يشاركون في المحليات التي انطلقت حملتها الانتخابية، وبالتالي تحصلوا على عطلة لمدة شهر حسب القانون الجزائري، من أجل تنشيط حملتهم الانتخابية وانتظار النتائج. وسجل شغورا كبيرا في العديد من المناصب في المؤسسات التربوية سواء من فئة المؤطرين أو المقتصدين أو الأساتذة والمعلمين، الأمر الذي دعا للتساؤل حول مصير التلاميذ، وأهم الإجراءات التي ستتخذها الوزارة من أجل مواصلة الدروس بطريقة عادية وتمكين التلاميذ من استكمال المقررات الدراسية، ويأتي هذا في ظل العجز الكبير الذي تسجله وزارة التربية بخصوص الأساتذة المستخلفين. وفي السياق ذاته، صرح مسعود بوديبة المكلف بالإعلام بنقابة الكناباست، ل«البلاد"، أن الفترة القادمة ستعرف انقطاع الدروس، فعدد معتبر من إطارات التربية مترشحون في الانتخابات المحلية القادمة المزمع إجراؤها في 23 من الشهر الجاري، حيث سيستفيد هؤلاء من فترة إجازة للقيام بالحملة الانتخابية وهو ما سيترك حسبه فراغا كبيرا يصعب تعويضه في المؤسسات التربوية. وأضاف المتحدث "من الصعب تعويض الإطارات الذين تحصلوا على إجازة شهر من اجل الانتخابات المحلية المقبلة، خاصة فئة الأساتذة، لأن خريجي الجامعات أصبحوا يتهربون من العمل ضمن مناصب الاستخلاف". ويبرر مسعود بوديبة رفض خريجي الجامعات العمل ضمن عقود الاستخلاف، لسببين أساسيين، أولها يتعلق بالتغيير الذي أجرته وزارة التربية بخصوص إجراء المسابقات على أساس الشهادة، حيث حذفت احتساب شهور الاستخلاف من عملية التنقيط، وبالتالي فإن عمل الأستاذ في منصب الاستخلاف لن يضيف له شيئا بخصوص مشاركته في مسابقات التوظيف في قطاع التربية. أما السبب الثاني حسب المتحدث فيتعلق بالمبلغ "الزهيد" الذي يمنح للأساتذة العاملين ضمن عقود الاستخلاف، ولا يتقاضاها مستحقوها إلا بعد مرور سنة أو سنتين من مضي فترة الاستخلاف. وقال مسؤول الاتصال بنقابة الكناباست "اقترحنا على المسؤولين بوزارة التربية في عدة مناسبات اختيار تواريخ العطل المدرسية، بما يتلاءم مع هذه المناسبات الانتخابية لتفادي شغور المناصب وتوقيف الدروس". ويعد سد الشغور الحاصل في المؤسسات التربية مشكلا مطروحا منذ فترة، من طرف النقابات وأولياء التلاميذ، بسبب تهرب الأساتذة من منصب الاستخلاف الذي يحصل في عدة حالات خاصة العطل المرضية وعطلة الأمومة ومختلف المناسبات الانتخابية. كما يجدر الذكر أن المديرية العامة للوظيف العمومي رفعت جملة من المقترحات بخصوص كيفيات استنفاد قوائم الاحتياطيين وتوظيفهم سواء بالنسبة للناجحين في مسابقة التوظيف 2016 الخاصة بالطور الابتدائي، ومسابقة 2017 الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي، أبرزها التخلي تدريجيا عن "الاستخلاف" و«التعاقد" في تعويض الأساتذة حتى في العطل قصيرة المدى "العطل المرضية والأمومة" وهو المقترح الذي وافقت علية الوظيفة العمومية مبدئيا، لكن تنفيذه على أرض الواقع ظل صعبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالات شغور قصيرة المدى كالعطل المرضية والمناسبات السياسية كالانتخابات، حيث يتم اللجوء إلى الاستخلاف كونه أضمن آلية لعدم ترك التلاميذ من دون دراسة طيلة شهر كامل، في انتظار إيجاد حلول لعزوف خريجي الجامعات عن صيغة "الاستخلاف".