انتهت المصالح التقنية على مستوى دائرة عبن الترك من إنهاء الدراسة المتعلقة بمشروع الأنبوب الكبير الذي برمج خصيصا للتخلص من كميات هائلة من المياه القذرة التي ظلت تتدفق منذ عشرات السنين على طول ساحل الكورنيش الوهراني. وقد أكد أمس رئيس دائرة عين الترك أن أشغال هذا المشروع ستنطلق نهاية الشهر القادم بعد اختيار المقاولات الخمس التي ستتولى عملية الإنجاز، وهو ما سيجنب المصطافين الكثير من الإخطار التي كانت تتربص بهم. خصصت مصالح ولاية وهران مبلغ 40 مليار سنتيم لإنجاز هذا المشروع الذي سيمس مناطق بالكورنيش الوهراني هي عين الترك، بوسفر، سيدي حمادي وقدارة، إضافة إلى منطقة العنصر، مما يجعل طول هذا الأنبوب يمتد على مسافة 22 كلم. وسيلعب هذا الأنبوب دور العازل الذي يمنع تدفق المياه القذرة على البحر من خلال استقبال المياه المستعملة على مستوى هذه المناطق كمرحلة أولى، قبل تحويلها إلى محطة تصفية المياه الواقعة بكاب فالكون، وهذا على عكس الوضع الذي كان سائدا في السابق حيث لم تكن قنوات الصرف القديمة تسمح بالتخلص من هذه المياه المستعملة التي كانت تتخذ من الشواطئ المترامية على طول الكورنيش مصبا نهائيا لها. وقد أثر هذا الوضع كثيرا على واقع السياحة بمنطقة الكورنيش بعد أن نفر منها المصطافون الذين اعتادوا المجيء إليها خلال مواسم الاصطياف بسبب التلوث الذي مس أغلب شواطئها، بما في ذلك شاطئ الأندلسيات الذي تحول في السنين الأخيرة إلى بركة للمياه القذرة، ونفس الحال عرفته كذلك باقي الشواطئ بعدما عجزت السلطات الولائية في وقت سابق عن إيجاد حل يسمح بالقضاء على الظاهرة المذكورة. الى ذلك، أشارت مصادر مقربة من دائرة عين الترك إلى أن مشكلا تقنيا سيواجه هذا المشروع، أو قد يقلل من حجم فاعليته ويتعلق بمجموعة كبيرة من السكنات الفوضوية المنتشرة في بعض بلديات الكورنيش، خاصة ببلدية بوسفر، إذ سيمنع أصحابها من ربط مساكنهم بهذه الشبكة الجديدة، ما سيبقي الوضع على حاله في حال عدم تدخل السلطات المحلية لتسوية وضعيات هؤلاء المواطنين، في وقت أكدت فيه مصادر أخرى أن السلطات تكون قد شرعت في تحقيقات جديدة من أجل القضاء على ما يفوق 75 بيتا قصديريا بهذه المناطق.