انتقلت حمى الاحتجاجات بقوة، صباح أمس، لتشمل المنطقة الشمالية الغربية لولاية سطيف، حيث أقدم العشرات من سكان ايشلغومن التابعة إداريا لبلدية تالة ايفاسن على شل منافذ وسط البلدية، انطلاقا من الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيفوبجاية مرورا ببوعنداس وبالضبط بالمدخل الشرقي للمدينة. كما أقدم المحتجون على قطع الطريق الولائي الذي يربط البلدية بمدينة خراطة التابعة لولاية بجاية. وقد عرفت كل المسالك المؤدية إلى تيزي نبراهم، المقر الإداري لبلدية تالة ايفاسن، فوضى كبيرة واصطفت العشرات من السيارات والشاحنات على طول الطريق ساعات. كما لم يتمكن الأساتذة والتلاميذ والعمال من بلوغ مقاصدهم، ما أثار حفيظة عدد منهم والذين دخلوا في مناوشات كلامية مع بعض المحتجين. واستعمل الغاضبون في شل الطريق الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية مانعين مرور مختلف المركبات منذ الصباح. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن القطرة التي أفاضت الكأس هي مشروع الغاز الذي مر بقريتهم دون الاستفادة منه وقد طالبوا الجهات الوصية بضرورة توفير هذه المادة بعجالة. وما زاد من احتجاج السكان هو انتشار معلومات حول استفادة البلدية من أشطر إضافية ستوجه لمناطق غير قريتهم وهو ما فنّده رئيس البلدية الذي تدخل باكرا لتفرقة المحتجين ووعدهم بأن تكون هناك سياسة شاملة لتزويد كل القرى بالغاز عبر مراحل. وباعتبار أن القرية لن تكون فيها صعوبات الايصال، كون القناة الرئيسة تمر بها، فإن العملية ستكون قريبا، لكن المحتجين واصلوا غضبهم وتوجهوا إلى البلدية، حيث تم طرد جميع العمال وإغلاق البلدية، وطالبو بضرورة استلام وعود كتابية وضرورة انتقال رئيس الدائرة وممثلين عن الولاية، ما جعل الغضب يتواصل لحد كتابة هذه الأسطر. وببلدية حربيل، خرج أمس العشرات في حركة احتجاجية تمثلت في شل الطريق الرابط بين البلدية ومقر دائرة فنزات مستعملين الحجارة والمتاريس، مطالبين السلطات بحل إشكال الطريق من خلال توسعته وترميمه، باعتباره أصبح في حالة كارثية ويهدد بعزل العديد من القرى. وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني التي أقنعت المحتجين بفتح الطريق وفتح حوار مع رئيس الدائرة وهو ما تم، حيث توجه المحتجون إلى مقر دائرة فنزات واعتصموا فيها لساعات، ما مكنهم من محاورة المسؤول الأول عن الدائرة الذي وعد بتحقيق مطالبهم.