عادت قوات الأمن اليمنية أمس، لتواجه المتظاهرين في العاصمة صنعاء وعدن بالرصاص، مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح خطيرة، بينما أصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيل للدموع. وأوضح شهود عيان أن ''الشرطة أطلقت النار خلال محاولتها تفريق تظاهرة في المعلا بعدن، ما أدى إلى إصابة أحد المحتجين برصاص الشرطة، بينما أصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيلة للدموع''. ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل 52 متظاهرا في صنعاء، وهو ما دفع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوما، بينما تواصلت موجة الاستقالات التي يشهدها الحزب الحاكم برئاسة صالح، كان آخرها إعلان عضو مجلس الشورى خالد الرويشان أمس، استقالته من عضويته في الحزب الحاكم. وفي الأثناء، توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامي للاحتجاج في اليمن، وذلك إثر سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في مواجهات الجمعة في ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء، مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان. وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي وقعت، وأعرب عن تأييده لتغيير سياسي في اليمن يلبي طموحات المواطنين هناك وتشارك فيه كل الأطراف السياسية. وأعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن قلق بلادها التي تسعى إلى ''التحقق من معلومات'' أفادت بأن المتظاهرين قتلوا إثر ''تدخل قوى الأمن'' مطالبة ''بإنهاء العنف في اليمن''. كما نددت فرنسا لما وصفته ''بالهجمات الدامية'' ضد المتظاهرين المطالبين برحيل صالح، وصرح المتحدث باسم خارجيتها بيرنار فاليرو بأنه بات من الضروري أن تتوقف هجمات القوى الأمنية والجماعات المسلحة الموالية للحكومة على أشخاص يمارسون حقهم في التعبير والتظاهر. من جهتها، أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن الاستياء حيال إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم. وحثت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على احترام حق التظاهر السلمي. وفي موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها جراء أعمال العنف داعية أطراف الأزمة إلى التحلي بالمسؤولية. وطالبت السلطات اليمنية وجميع الفصائل السياسية بضبط النفس وتبني مقاربة مسؤولة حيال مصير البلاد. من ناحية أخرى، أدانت قطر ما وصفته ب''الاستخدام المفرط للقوة'' من قبل السلطات اليمنية ضد المتظاهرين في صنعاء، معربة عن ''حزنها'' لسقوط العديد من الضحايا. ودعت تونس إلى الوقف الفوري لأعمال العنف، معربة عن رفضها لأعمال العنف التي استهدفت المدنيين العزل وأدت إلى مقتل العشرات وجرح أعداد كبيرة منهم.