أمر أمس قاضي تحقيق الغرفة الأولى لدى محكمة عنابة الابتدائية، بإيداع شابين في الثلاثينات من العمر، الحبس المؤقت، بتهمة الاعتداء على عناصر مكافحة الشغب أثناء أداء مهامهم، وتخريب أملاك عمومية، وكانت المواجهات العنيفة التي وقعت يوم الخميس الفارط بحي الأبطال بعنابة بين عشرات المشاغبين وقوات مكافحة الشغب، قد أسفرت عن تسجيل 14 جريحا معظمهم من أعوان الشرطة وموظفي البلدية. وكانت أعمال العنف والشغب اندلعت عقب قدوم فرق تابعة لمصالح بلدية عنابة مدعمة بالقوة العمومية إلى ضاحية حي الأبطال من أجل تنفيذ قرارات الهدم التي اتخذتها البلدية بشأن 19 مسكنا بنيت بطريقة غير شرعية على أراضي تابعة لأملاك الدولة، حيث إن قاطني هذه المساكن رفضوا الامتثال لتعليمات وحدات الأمن بإخلاء البيوت التي يقطنونها، رغم أن تعزيزات التغطية الأمنية لهذه العملية بفرقة تابعة لوحدات التدخل السريع، مكّن مصالح البلدية من هدم 12 بناية، وإرغام أصحابها على الخروج منها، مع نقل أثاثهم إلى خارج المنازل، لكن الأمور أخذت بعدا آخر مع تواصل عملية الهدم، وذلك بتصاعد موجة غضب أصحاب السكنات الفوضوية، والذين أعربوا عن رفضهم القاطع لقرارات الهدم المتخذة من طرف مصالح البلدية، لتندلع بعدها مواجهات عنيفة أقدم من خلالها المحتجون على مطاردة الفرق المشرفة على تنفيذ عملية الهدم، وذلك برشقهم بالحجارة والقضبان الحديدية التي تستعمل في تشييد السكنات، لتعلن إثرها وحدات الأمن حالة طوارئ قصوى، رغم أن المحتجين قاموا بملاحقة سائقي الشاحنات والجرافات، الأمر الذي أدى إلى إصابة سائق جرافة بجروح خطيرة على مستوى الرأس، بينما لاذ سائق شاحنة بالفرار وترك المركبة التي كان يقودها، الأمر الذي استغله المحتجون لتحطيم الشاحنة وتخريبها كلية قبل إضرام النيران بداخلها، إضافة إلى إقدامهم على رشق أعوان الأمن بالحجارة.