مصادر حقوقية تؤكد ل"البلاد": فقدان علائلات أولادها في عرض البحر
ارتفع في الأسابيع الأخيرة نسق الهجرة غير النظامية عبر سواحل غرب الوطن وارتفعت معه وتيرة نوافذ الجثث على المياه الإقليمية المحلية القريبة من الساحل الإسباني، حسب وجهة الرياح، فتقاسمت شواطئ عين تموشنت، مستغانم، تنس، وهران وتلمسان ضحايا قوارب الموت وقذفت أمواج البحر في ظرف يقل عن 10 أيام، ما لا يقل عن 8 جثث عفنة منها أشبه بهياكل بشرية، كان ثلاث منها قذفتها الأمواج في شاطئ ساسل ببلدية أولاد بوجمعة والسبيعات ببلدية المساعيد في ولاية عين تموشنت، والجثة الثالثة لشاب في الثلاثينيات من العمر بشاطئ "شعايبية" شرق مستغانم، وهي الرابعة على التوالي في سواحل الولاية، التي تلفظها الأمواج في ظرف لا يتعدى الأسبوع. وحسب المعطيات المتوفرة ل«البلاد"، فإن الجثتين المنتشلتين هما لشابين إفريقيين من جنسية غينية (25 و 35 سنة)، وجدتا في حالة متقدمة من التعفن، ورجح المصدر فرضية محاولتهما عبور المياه الإقليمية الجزائر عبر شاطئ السبيعات نحو الضفة الأخرى من المتوسط. فيما لم ينته المسلسل التراجيدي على مستوى سواحل مستغانم، بعد أن حصد البحر لحد الآن 4 ضحايا قذفت الأمواج جثثهم على شواطئ سيدي مجدوب والحجاج والشعايبية وهي شواطئ رملية، تعود الجثث لشبان ينحدرون من بلدية وادي ارهيو كانوا أبحروا سرا في مغامرة بحرية محفوفة بالمخاطر بتاريخ 22 جانفي الماضي، إذ انقطعت أخبارهم ولم يتسن معرفة مصيرهم إن كانوا بلغوا الساحل الاسباني، أو وقعوا في قبضة الحرس المدني الإسباني، لكن مع مرور الأيام تحولوا إلى أجسام هامدة عائمة على سطح البحر، ليرتفع عدد الجثامين لحد كتابة هذه الأسطر إلى 8 بين سواحل عين تموشنت ومستغانم، في ظرف 10 أيام، بينما وصل عددهم منذ بداية السنة إلى 14 حالة مؤكدة حسب أرقام المركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ التابع للواجهة الغربية بوهران عن الناحية العسكرية الثانية، فيما جرى إنقاذ ما يقرب عن 12 شابا من موت محقق في شاطئ بتي بور بسيدي لخضر على بعد 53 كلم شمال غرب مستغانم. ولم يخف المصدر قلقله حيال المضاعفات التي تفرزها ظاهرة الجثث التي تقذفها أمواج البحر، بما أن الأرقام الرسمية تؤكد اختفاء ما لا يقل عن 7 شبان يخشى أن يكونوا تاهوا في عرض البحر، لعدم ارتدائهم سترات نجاة وأنهم كانوا مكدسين في زورق مطاطي متهالك لا يتعدى طوله 6 أمتار، وطبقا لما أوردته المعطيات نفسها، فإن الجهود مستمرة بحثا عن المزيد من الجثث في سواحل مستغانم وأن التنسيق جار بين القوات البحرية ممثلة في فرق المجموعة الإقليمية لحرس السواحل والوحدات العائمة التابعة للمركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ وفرق الغوص التابعة للحماية المدنية، التي تمشط الشواطئ الشرقية، بحثا عن أجسام عائمة لشبان لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة ينحدرون من ولايات مستغانم، غليزان والشلف. وأضاف مصدر محلي ل«البلاد"، أنه لا يستبعد أن يكون عدد المبحوث عنه أكثر من الرقم الذي دونته القوات بالحرية مؤخرا، بما أن عائلات بالجملة قدمت من مختلف مدن غرب الجزائر، للاستفسار عن مصير أبنائها الذين كانوا أبحروا سرا من سواحل مستغانم، التي تمثل بيئة خصبة للمهربين الذين عادة ما يضاعفون نشاطهم الإجرامي مع تحسن أحوال الطقس وهدوء البحر، حيث تتداول تسريبات عن اختفاء قصر شمال غرب مستغانم وأفارقة من جنسيات مختلفة وشبان ينحدرون من ولايات غليزانومستغانم والجلفة. وكانت رابطة حقوق الإنسان في مستغانم، تحدثت في تقرير حديث لها، عن أنها تلقت اتصالات من عائلات هنا وهناك تبلغها بفقدان أولادها وانقطاع أخبارهم منذ ما يزيد عن 20 يوما، وهو ما يرجح فرضية ظهور جثث جديدة في قادم الأيام على سواحل الولاية أو أخرى مجاورة على غرار عين تموشنت وعين الترك وتنس القريبة من مستغانم، قياسا بحجم الأنباء التي تصل إلى حقوقيين عن تعرض شبان إلى مصير مجهول في عرض البحر، وهو ما يشكل هاجسا وخطرا حقيقيا على المنطقة، التي باتت "مادة دسمة" لوسائل إعلام أجنبية في المدة الأخيرة لاسيما الصحف الإسبانية التي تطرقت بشيء من التفصيل إلى مسلسل الهجرة غير الشرعية، مما يجعل البحر المتوسط اكبر منطقة من حيث عدد الوفيات لاحقا وبفارق اكبر عما وقع في سنوات خلت. وفي سياق ضحايا الهجرة غير الشرعية، أشارت مصادر عن القوات البحرية، القوات البحرية إلى استمرار المتابعة والتنسيق مع السلطات الإسبانية على مدار الساعة للوصول إلى المزيد من المعلومات المدققة والإعلان عنها بشأن عدد الشبان المحتمل فقدانهم في عرض البحر بين المياه الإقليميتين، تمهيدا لاتخاذ ما يلزم.