مخاوف من تكرار سيناريو الغش وسرقة محتويات القفة وجهت تعليمات مشددة من قبل وزارة الداخلية لرؤساء المجالس البلدية حول توزيع قفة رمضان والإجراءات اللازمة في هذه العملية والأميار أمام امتحان شفافية التوزيع، خاصة في ظل انخفاض الأغلفة المالية التي خصصتها تلك البلديات لقفة رمضان سنة 2018 مقارنة بالسنوات الفارطة. ويبدو أن العديد من البلديات، خاصة في المناطق النائية عجزت عن ضبط امورها فيما يتعلق بتوزيع قفة رمضان وضربت تعليمات وزارة الداخلية عرض الحائط، حيث لم تتمكن لحد الساعة من توزيع قفة رمضان على مستحقيها وسجلت تأخرا على غرار بلديتي خميس الخشنة ببومرداس وولاد فايت شرق العاصمة وكذا عدة بلديات أخرى، رغم تعليمة وزير الداخلية نور الدين بدوي المشددة التي نصت على منح قفة رمضان لمستحقيها قبل أسبوعين على الأقل من شهر رمضان وذلك تفاديا لسيناريو كل سنة، حيث إن الكثير من البلديات عجزت عن تسليمها للمعوزين في وقتها، بل منها من سلمت لهم بعد رمضان ومنهم من لم يبرمجها أصلا، حيث كان الأميار منهمكون في التحضير للانتخابات المحلية وهو ما حرم آلاف المحتاجين من قفة رمضان على غرار بلدية الكاليتوس. ونبهت تعليمة الداخلية التي تحوز "البلاد" نسخة منها إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير الضرورية الخاصة بتخزين المواد الغذائية وتأمينها في أماكن ملائمة تتوفر على النظافة والأمن مع السهر على إخضاعها للمراقبة الدورية من طرف المصالح المختصة وكذا التنسيق مع مختلف الفاعلين في هذه العملية لإيصال هذه الإعانات إلى مستحقيها الحقيقيين، بالإضافة إلى تخصيص أماكن ملائمة لتسليم هذه الإعانات في أحسن الظروف وتفضيل تسليم الطرود الغذائية مباشرة بمقر سكن المعنيين، بما فيها القاطنين بالمناطق المنعزلة، تفاديا للطوابير وتعرض بعض المخازن إلى السرقة. كما حذرت الأميار من تكرار سيناريو السنوات الماضية، خاصة أن ملف قفة رمضان لم يخل في السنوات الماضية من بعض الفضائح، منها استفادة مقربين وأهل المنتخبين على القفة على حساب معوزين والتلاعب بالطرود الغذائية ونوعية المواد المخصصة لهم، حيث أشارت إلى وجود اختلالات كانت سببا في شكاوى المواطنين عبر عدة بلديات من الوطن، بالرغم من التوجيهات الصارمة كل سنة، بخصوص التكفل والتحضير الجيد لهذه العملية. ووبموجب هذه التعليمة، فإن الأميار مجبرون على اختيار أماكن توزيع قفة رمضان بما يحفظ كرامة المعوزين، لا سيما أن عملية التوزيع كانت تعرف تهافتا كبيرا وتسجل طوابير تتخلها مناوشات ومشادات واحيانا تؤجل العملية بسبب ذلك، ما يجعل العديد من العائلات في مشهد البحث عن القفة غير لائق وبلغت هذه المشاهد وزارة الداخلية التي حذرت من هذه الصور هذه السنة، مشددة على ضرورة تحديد أماكن التوزيع والحرص على تسليم وتوزيع قفة رمضان قبل حلول شهر رمضان الكريم لتفادي تنقل المعوزين في رمضان، ناهيك عن الطوابير للحصول على هذه الإعانة. ويبدو أن التعليمات المشددة من المسؤول الاول عن القطاع دفعت العديد من رؤساء المجالس البلدية للعمل على تطبيقها وتفادي أي تأخر في تسليم قفة رمضان بعد أن استكملت مختلف الإجراءات الإدارية واختيار الممولين الذين يزودونها بالمواد الغذائية الضرورية وبعض مستلزمات هذا الشهر، دون مشاكل وتجاوزات كانت تحدث في السنوات الماضية خلال مختلف مراحل توزيع قفة رمضان، حيث ستشرع بلدية سيدي موسى اليوم في تسليم 1500 قفة وتوزيع قفة رمضان لهذا العام قبل حلول الشهر الفضيل، خلافا لما كان يحدث خلال السنوات الماضية، من تأخر كبير وفوضى وحتى فضائح في إتمام هذه العملية.