اعتبر المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الذي نظم بتلمسان وخصص لدراسة ''الإسلام والاستشراق والحوار بين الثقافات'' في إطار تظاهرة ''عاصمة الثقافة الإسلامية''، أن مبدأ الحوار يشكل أساسا لأي تواصل بين مختلف الثقافات والديانات، كما يمكن من التعرف على طريقة تفكير الآخر ونظرته للأشياء، وفلسفته في التعاطي مع المنتجات الحضارية لمختلف الشعوب· وضمن هذا الإطار، أوضح عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة تلمسان محمد سعيدي في محاضرة ضمن الملتقى الذي شهد مشاركة العديد من الأساتذة والباحثين الجزائريين والعرب والأجانب، أن الحوار يأتي استجابة لاهتمام مشترك ما بين الثقافات، ويعد مطلبا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مضيفا أن الحوار وحده كفيل بتبديد الخلافات الثقافية والدينية بين المشرق والمغرب، بينما يعد الاستشراق فضاء معرفيا وثقافيا، وعنصرا مؤسسا للحوار مابين مختلف الحضارات والثقافات· وفي نفس الإطار، أكد الدكتور نادر معروف، وهو أستاذ محاضر في إحدى الجامعات الفرنسية، في مداخلة بعنوان ''الاستشراق وبناء هوية وطنية''، أن الاستشراق عرف حلقات وسياقات مختلفة ومتباينة، شارحا مكانة ومعنى الاستشراق في التراث الجزائري خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، ومشيرا إلى مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المجال، ومساهمة حركة الاستشراق في التعريف بالإسلام وانفتاحه على ثقافات الآخرين واحترامه لها·ومن جانبه، تطرق الأستاذ السعودي مازن الموطبقاني في محاضرته ''الاستشراق في الصحافة الجزائرية الإصلاحية ما بين الحربين''، إلى مختلف الكتابات والنصوص الصادرة بالصحف الإصلاحية الجزائرية و''نضالها ضد تجهيل الشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية''· وذكر في هذا السياق بنضال الصحافة الوطنية لإثبات الهوية الإسلامية للشعب الجزائري، مع تسليط الضوء على الجهود التي بذلت للدفاع عن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتاريخ الإسلامي· واستند المحاضر هنا، إلى كتابات كبار العلماء الجزائريين كمؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الحميد ابن باديس، والعلامة مبارك الميلي والشيخ البشير الإبراهيمي وآخرين·من ناحية أخرى، تميزت أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء الدولي بتقديم مداخلات أكاديمية تناولت بالدراسة مواضيع مثل ''جوهر وتعريف الاستشراق'' و''مقاربات المستشرقين وخطابهم'' و''الاستشراق والإسلام''، بينما خصص اليوم الثاني لمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالحوار مابين الثقافات والحوار مابين الأديان، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين من مختلف الجامعات العربية والجزائرية·