تعيش أحزاب السلطة، خاصة حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، أياما صعبة، على المستوى الوطني وأيضا على المستوى المحلي والقاعدي، حيث عرفت هذه الأحزاب عددا من الاستقالات من القياديين ومن مسؤولين عن المجالس الشعبية البلدية وحتى في المجالس الشعبية الولائية، حيث فضل هؤلاء الالتحاق بالحراك الشعبي وتبني مطالبه. وأعلن بعض المنتخبين والمنخرطين في حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، انخراطهم وتبنيهم لمطالب الحراك الشعبي الذي يدخل شهره الرابع، في تحد صارخ لأحزاب السلطة. وبلغت شجاعة المنسحبين من حزبي السلطة نشر استقالاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى نشرها علانية والتصريح بها لمواطني البلديات أو المجالس المنتخبة، مثل ما حدث في بلديتي بني دوالة وإعكرون (تيزي وزو)، وفي سكيكدة وعدد من الولايات الأخرى. في السياق ذاته، أعلن مؤخرا 8 منتخبين عن حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، استقالتهم من المجلس الشعبي البلدي لبلدية الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو، ويتعلق الأمر ب5 منتخبين عن الأفلان وهم محند لونيس، ناصر مكري، صورية بركان، يوسف أبال، وحميد مقراني. أما الأعضاء الثلاثة المنتخبين عن الأرندي فهم: ناصر عبيب، رشيد صالحي، صونية حمدي. كما علمت "البلاد" أن رئيس المجلس الشعبي لبلدية رمضان جمال بولاية سكيكدة، صالح فلوس، أعلن استقالته رسميا من حزب جبهة الحرير الوطني، وأوعز "المير" المستقيل أسباب اتخاذه لهذا القرار إلى غياب الانضباط في صفوف الحزب بالقيادة الولائية وكذا على مستوى القسمات، موضحا بأن القرار جاء عن قناعة ودون تلقيه أي ضغط. وأشار إلى أنه سيعلن خلال الأيام القليلة القادمة، عن قرار هام ينهي علاقته بالمجلس البلدي بصفة نهائية. وتأتي هذه الاستقالة بعد أن قام 15 عضوا بالمجلس، شهر فيفري الماضي، بتوجيه مراسلة إلى والي الولاية، يطالبون بتفعيل قرار استقالة "المير" من المجلس البلدي، بعد أن أعلن عنها في دورة عادية. كما أن رئيس المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة، محمد بوقروة، قدم، هو الآخر، في وقت سابق استقالته من التجمع الوطني الديمقراطي، في خطوة مفاجئة أثارت حفيظة الكثير من أعضاء المجلس، لاسيما المنتمين للأرندي صاحب الأغلبية والفائز برئاسة المجلس، وجاء في نص الاستقالة، التي تحوز "البلاد" على نسخة منها، وموجهة للأمين الولائي للتجمع، بأنه وأمام العجز التام للحزب في الوفاء بالتزاماته تجاه تطلعات الشعب ورفضه مواكبة ومرافقة التطورات العميقة والسريعة الحاصلة وما أسماه ب«الانغلاق التام الذي يميزه في هذا الظرف الدقيق والحساس وتجريده وتجريدنا بذلك من أي إمكانية للتفكير والنقاش والاقتراح والتعبير، للمساهمة في إيجاد المخارج والحلول للوضع الذي تمر به البلاد". ولم يتوقف الأمر عند المناضل البسيط أو المنتخب في المجالس المحلية، بل امتد ذلك إلى المستوى المركزي، والمجالس الوطنية المنتخبة، حيث سبق وأن استقال سيد احمد فروخي من البرلمان من الحزب العتيد، كما قدم عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني باديس بوالودنين استقالته من عضوية اللجنة المركزية، تضامنا مع المتظاهرين، ومعبرا عن "رفضه واستنكاره للخطاب الاستفزازي وغير المسؤول الذي خرج به منسق هيىة تسيير الحزب معاذ بوشاب تجاه الشعب الذي خرج للشارع في مظاهرة سلمية في إطار الدستور". كما استقال أيضا، عبد الكريم عبادة، رئيس حركة التأصيل والتقويم لحزب جبهة التحري الوطني، من هيئة تسيير الحزب العتيد، التي يشرف عليها معاذ بوشارب. وقال إن ما جرى خلال الاجتماع الأول مع بوشارب "عكس قناعته بما أنه تناول كيفية دعم العهدة الخامسة، والالتفاف حول الرئيس"، مشيرا إلى أنه "يرفض الانخراط في مسعى دعم العهدة الخامسة لأنه كان من رافضي ترشح الرئيس لعهدة رابعة أساسا".