بوشارب ل"البلاد": "ملتزمون بخارطة طريق الرئيس بوتفليقة" البلاد - زهية رافع - تفاجأ الرأي العام الجزائري اليوم بتصريحات متناقضة جاءت من حزب جبهة التحرير الوطني، التصريح الأول كان على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب حسين خلدون الذي يشغل أيضا عضوية الهيئة المسيرة للحزب، قبل أن يدلي منسق الهيئة المسيرة للحزب معاذ بوشارب بتصريح آخر لقناة البلاد جاء مناقضا كليا لتصريح خلدون. ويبدو أن تداعيات الحراك الشعبي قد أربكت أحزاب السلطة، وضيعت بصيرتهم وشتتت تركيزهم ومواقفهم وستفرز نهاية غير متوقعة لهذه الأحزاب وقياداتها، حيث تمارس الأحزاب الموالية ما يشبه الإنقلاب الأبيض على الرئيس بشكل تدريجي، لكن الانقلاب يبدو أنه يتم وفق مخطط مدروس ويسير من جهة واحدة، حيث لم يتم اختيار تنفيذه عبر قيادات الصف الأول لأحزاب السلطة، بل تلعب أوراقه عبر قيادات أخرى بارزة في الحزب يبدو أنها مكلفة برسم خارطة جديدة أو مهمة إنهاء هذه الأحزاب وتحريك المياه الراكدة تمهيدا لقلب الطاولة على رؤوس قيادييها. فبعد التصريح الغريب للناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، شيهاب صديق، الذي كان أكثر المدافعين عن الرئيس وعن إنجازاته وضرورة استمراره في الدول حفاظا على استقراره، خرج حسين خلدون بنفس الموقف تقريبا ليرسم حلقة جديدة من مسلسل الإنقلاب الأبيض وذلك من خلال تصريح غير مسبوق دعا فيه إلى انتخاب رئيس جديد للجزائر بدل التوجه نحو عقد الندوة الوطنية الجامعة، التي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضمن خطة لبقائه في الحكم لفترة أخرى. وقال حسين خلدون في تصريح لقناة دزاير نيوز، "سنراجع موقفنا من قضية ندوة الإجماع الوطني، إن ما كان سنشارك فيه أم لا"، مؤكدًا أن ندوة الإجماع لن تحل مشكل الأزمة التي تعيشها البلاد ولم تعد مجدية". مباشرة وبعد هذه التصريحات سارع منسق حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بشوارب إلى تبرئة حزبه منها، حيث نفى بوشارب تصريحات خلدون وأكد لقناة البلاد: "ملتزمون بخارطة طريق بوتفليقة". كما قال إن حسين خلدون لم يحسن التعبير خلال تصريحاته الأخيرة. وأضاف بوشارب في تصريحه لقناة البلاد أن "خلدون كان يتحدث عن نظرة المحتجين والمعارضة للندوة الوطنية وليس نظرة الأفلان". وأكد في هذا السياق قائلا: "نحن في الأفلان متمسكون وملتزمون بخارطة الطريق التي طرحها الرئيس بوتفليقة بما في ذلك الندوة الوطنية .. الندوة الوطنية هي الأساس ولا يمكن حل المشكل الحالي دون انعقاد الندوة". كما أكد أن "كل التصريحات الأخرى لا تلزم إلا أصحابها وأنا أتكلم باسم الأفلان وموقف الأفلان هو ما قلته الآن". ورغم تمسك قيادات أحزاب السلطة بدعم الرئيس وهو ما جاء على لسان بوشوارب وحتى أحمد أويحيى، إلا أن إطلاق هذه الرصاصات في وجه خارطة الطريق التي وضعها رئيس الجمهورية مباشرة بعد إعلان انسحابه من الترشح لعهدة خامسة، تؤكد حالة التخبط والارتباك التي تعيشها هذه الأحزاب.