البلاد.نت- حكيمة ذهبي- أنتجت قرارات حاسمة بالتوجه نحو اعتماد اللغة الإنجليزية، كلغة ثانية في الجزائر، بدلا عن الفرنسية، مواقف عنيفة لأنصار الفرنسية الذين عرتهم مواقع التواصل الاجتماعي، ليدخلوا في حرب طاحنة نصرة للغة "موليير" التي عششت في الإدارة الجزائرية، مقابل تدحرج طردي للغة الأم، في حين لم يعد العالم يستوعبها حتى في عقر دارها. هكذا بدأ مسار التخلي عن الفرنسية تفنن أنصار الفرنسية في إخراج مكبوتاتهم ضد التوجه نحو اللغة الإنجليزية، الذي أقرته مختلف الدوائر الوزارية، لاسيما بعد سبر الآراء الذي أجرته وزارة التعليم العالي، والذي اكتسحه أنصار الإنجليزية، ثم إلغاء اللغة الفرنسية من مسابقات الترقية في قطاع التربية الوطنية واستبدالها باللغة الإنجليزية. وانضمت وزارة العمل إلى هذا المشروع، حيث دعا الوزير تيجاني حسان هدام، إلى تطوير اللغة الإنجليزية في الجزائر وتأخذ مكانة اللغة الفرنسية، لأنها ليست لغة عالمية وينحصر التعامل بها على مستوى بلدان معينة فقط. وكشف المسؤول الحكومي عن الشروع في التكوين باللغة الإنجليزية في المدرسة العليا للضمان الاجتماعي في الدخول الاجتماعي المقبل، كتجربة أولى لتمكين البلدان الأفريقية.
دور الحراك في رفع الهيمنة الفرنسية منذ انطلاق حراك 22 فيفري، يرفع المتظاهرون في الجمعات المليونية المنظمة كل يوم جمعة، شعارات مندّدة بالهيمنة الفرنسية، ولا تقتصر الهيمنة الفرنسية على الاقتصاد فقط، وإنما يبدي الجزائريون في السنوات الأخيرة امتعاضهم من التبعية الثقافية لهذا البلد، مع بروز جيل جديد بات أكثر تعلقاً باللغة الإنجليزية وأصبحوا يُطالبون السلطات بترقيتها إلى اللغة الأجنبية رقم واحد في الجزائر، في ظل تزايد أعداد المعاهد والمدارس الخاصة لتعليم الجزائريين لغة شكسبير، إذ يتلقى المركز الثقافي البريطاني في الجزائر، مئات الطلبات لتعلم الإنجليزية بشكل يعكس الانفتاح على هذه اللغة.
القرار لا يعجب أنصار الفرنسية وانفعل أنصار الفرنسية بالجزائر من هذا القرار، حتى أن مدير المركز البيداغوجي واللغوي لتعليم الأمازيغية، عبد الرزاق دوراري، اعتبر استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية جريمة في حق الأمة. كما سبق للأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أن صرحت قبل سجنها في بث مباشر على صفحتها على "فايسبوك"، أن الجزائريين لا ينتمون إلى ما يسمى بالأمة العربية.
لغة موليير لم تعد صالحة حتى في عقر دارها وخلق هذا المسعى صراعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انخرطت صفحات مشحونة بالكراهية والتطرف، في حملة للدفاع عن اللغة الفرنسية، رغم أن هذه اللغة وباعتراف أصحابها لم تعد تنفع. حيث سبق لرئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أن صرح في تغريدة على موقع "تويتر"، عام 2018، أن إجادة الإنجليزية بالنسبة للطلبة الفرنسيين أحسن لمستقبلهم. وأعلنت فرنسا العام الماضي عن اتخاذ خطوات لتحسين مستوى اللغة الإنجليزية لدى طلابها لتعدهم بما أسمته "غزو العالم". وتعمل الحكومة الفرنسية على جعل تخطى اختبار في اللغة الإنجليزية مثل "إيلتس" إلزاميا على طلاب الثانوية أو الجامعة. عميمور: التسونامي الفرنسي أغرق كل المجالات بسبب التراخي وقال وزير الثقافة والإعلام سنوات السبعينات، محي الدين عميمور، إن الكثير من المحسوبين على التيار العربي الإسلامي تمت تصفيتهم بعد وفاة بومدين لوأد اللغة العربية. وتابع عميمور أنه نتيجة التراخي، أغرق التسونامي الفرنسي معظم المجالات، خاصة الإعلام والثقافة وأصاب المحيط الاجتماعي والاقتصادي ومعالم العمران بأسوأ مظاهر الاستلاب. وتحدث عميمور في مقال أسبوعي على جريدة "الرأي" اللندنية، عن مخطط حثيث لفرنسة المدرسة الجزائرية.