حالة من الاستنفار الأمني شهدها الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين ولايتي الأغواط وغرداية صباح أمس، بعد تصاعد موجة الاحتجاجات في أوساط شباب بلدية حاسي الدلاعة جنوبالأغواط المطالبين بتحسين مستوى الخدمات الصحية والاستعجالية بعدما تدفقوا بالعشرات للاعتصام وقطع الطريق. واضطرت مصالح الدرك الوطني التي دعمت بفرق إضافية من عاصمة الولاية إلى فتح مسلك جانبي لتمرير المئات من مستعملي الطريق الوطني رقم واحد. المحتجون الذين صعّدوا صباح أمس من لغة تهديدهم بعدما قاموا بقطع الطريق الولائي رقم 222 ومنع خروج العشرات من الحافلات التي تقل العمال من بلديتهم باتجاه الشركات البترولية بعاصمة الغاز، أكدوا لممثل الوالي أنه لا رجعة عن اعتصامهم المفتوح ما لم يتخذ قرار جاد وبضمانات مكتوبة تصب في صالحهم لاسيما بعدما يئسوا من سماع الوعود الواهية التي يتلقونها في كل مناسبة يحتجون فيها، حول الوضعية الكارثية التي يعيشها مع قطاع الصحة ببلديتهم لافتقاره لمصلحة حفظ الجثث وفرع للحماية المدنية وغياب سبل التكفل بالمرضى لاسيما الأطفال والنساء الحوامل من التأطير المتخصص والتجهيزات الطبية اللازمة بما في ذلك الأدوية ووسائل النقل الاستعجالية. وحسب ما علمناه من مصادر مؤكدة فإن مطالب المعتصمين التي وصفت بالشرعية أعطيت بشأنها تعليمات فوقية من قبل وزارة الداخلية تفيد بضرورة التكفل بها بعد تفويض قربة بلخضر بصفته رجل دين محبوبا لدى سكان الجهة من أجل تبليغ محتواها الشفوي للعشرات من المحتجين الذين قرروا توقيف اعتصامهم إلا في حالة واحدة تسمح بتسلمهم ضمانات مكتوبة من قبل الجهات المسؤولة. وهو ما أكده ل"البلاد" عباس بنيش عضو اللجنة الولائية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي بدا متفائلا بهذا التجاوب وروح التحضر والحس العالي الذي تميز بها شباب الجهة في المطالبة بحقوقهم المشروعة في إطار سلمي بعيدا عن كل التأويلات والتحريضات التي تدعو لتحويل المكان إلى بقعة خراب. تجدر الإشارة إلى أن احتجاج شباب بلدية حاسي الدلاعة جاء عقب وقوع حادث مرور أليم نهاية الأسبوع الفارط تسبب في مقتل 8 أشخاص لم يجدوا ساعتها الرعاية الصحية الكافية.