رسم عبد المجيد مناصرة، نائب رئيس حركة مجتمع السلم سابقا، الطلاق البائن والنهائي مع حركة مجتمع السلم بعدما أعلن عن تأسيس تنظيم دعوي سياسي تربوي، يكون ''لبنة أولى'' لتأسيس حزب بعدما انشق عن الحركة الأم. ونفى عبد المجيد مناصرة، في تصريح أول أمس، أن يكون ما قام بإعلانه إنشاء حركة الدعوة والتغيير انشقاقا من حركة مجتمع السلم، بل رفع راية تشكيل للعمل الدعوي الأصيل. وقال في اتصال مع قناة الجزيرة أمسية الأحد: ''ما قمنا به ليس انشقاقا بالمفهوم التنظيمي ولكن رفع الراية لعمل أصيل نحاول من خلاله الحفاظ على كيان الحركة''. وأكد مناصرة في السياق ذاته أن حركتة الناشئة ''كيان دعوي سياسي تربوي نحضر بعهده لإنشاء حزب سياسي''. وحسب من أصبح يوصف بقائد حركة التغيير ''ستكون حركة الدعوة والتغيير كيانا كاملا يتسع لكل الأبناء وفق الهوية الفكرية والمواطنة''. و''هذا مطلب الآلاف من المحبين والمناضلين'' يضيف مناصرة. وعدد مناصرة الأسباب التي جعلته ''ينشق'' عن الحركة التي اعتلى المناصب العليا في هرم هياكلها قائلا: ''وصلنا إلى قناعة بوجود انحراف في الحركة عما خططنا له، انحراف بدأ منذ ست سنوات، وازداد بعد المؤتمر، ورغم ذلك حرصنا كثيرا على بقاء الحركة ضمن منهجها''، مضيفا ''ولما اختلف التنظيم عن الهيكل، سنحاول الحفاظ على التنظيم''. وعن سؤال حول هذه الانحرافات التي سجلها على رئيس الحركة أبو جرة أجاب المتحدث بأن ''الارتماء في المواقع الحكومية والتخلي عن هوية الحركة واستوزار أبو جرة في الوقت الذي يجب أن يحافظ الرأس على التوازن هو ما أعبناه ونعارضه''. وبخصوص العلاقة التي تجمع بينه حركته و تنظيم الإخوان المسلمين الذي تجمعه علاقة وطيدة مع حركة مجتمع السلم، أبان مناصرة عن قطيعة مع الإخوان ''نحن تنظيم مستقل''. ورغم ذلك حاول مناصرة أن يبقى على حسن العلاقة وأردف قائلا: ''الجميع يعلم أن الشيخ نحناح له علاقات تاريخية في الخارج ونحن نعتز بمدرسة الإخوان التي نتقاطع معها في الأفكار والمبادئ''. كما أبدى الشكر للدعاة ''الذين حاولوا التوفيق والصلاح'' وأثنى على مواقفهم. وهنا عاد ليتهم أبو جرة ب''قبر الصلح'' الذي رعاه مرشد الإخوان الدكتور مهدي عاكف. ووجه تهمة صريحة مفادها أن ''الطرف الآخر لم يقبل بها والتنازلات الممنوحة له لرأب الصدع''. وفي سياق ''قطع الصلات'' التي انتهجها المولود الجديد، كشف مناصرة أن حركة الدعوة والتغيير ''نحن بقدر ما نحرص على عدم التصادم مع السلطة لن نجمع السلطة ولا نذوب فيها في برنامجها ولا ننحاز إليها على حساب السلطة''، ما يعني بالضرورة انتفاء حركة مناصرة من التعاطي مع قطبي التحالف الرئاسي وتولي مناصب سيادية مثلما يؤكد عليه أبوجرة وفق مطلبه ''ترقية التحالف إلى شراكة سياسية''.