صرح وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن الجزائر أكدت على ضرورة الحل السلمي للاقتتال الدائر في ليبيا، وفق خارطة الطريق التي طرحتها المنظمة الإفريقية· وأضاف بلخادم ”نحن نرفض العنف والقتال، لأنه سيؤدي إلي الفوضي وعدم الاستقرار مما سيسمح لدول أجنبية بإمكانية التدخل في المنطقة، الأمر الذي نخشاه ولن نسمح به”· وأكد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في تصريح لجريدة ”الأهرام” المصرية يوم الأربعاء المنصرم، لقد قابلنا المجموعة الدولية برفض مشاريع أمنية غربية في شمال القارة الإفريقية قبل أحداث ليبيا، وذلك بهدف إبعاد حجة الجهاد عن مجموعة إرهابية تريد أن تبرر عملها ونشاطها وإرهابها بالتدخل الغربي، مضيفا ”موقفنا يتكرر الآن من أحداث ليبيا نرفض التدخل الأجنبي في توترات داخلية، لأنه أمر قد يجلب الجهاديين ومزيدا من الإرهابيين إلى المنطقة”· كما عبر بلخادم عن خشيته من أن يتوسع نطاق الفوضي ليصل تأثيره إلي شواطئ البحر المتوسط، مضيفا ”سنحافظ علي حدودنا ولن نسمح بعبور الإرهاب ولن نكون ملاذا آمنا لأي من المسؤولين ونحترم إرادة الشعوب ولا نتدخل في شؤونها ولا نريد مولد للإرهاب علي حدودنا”·
من جهة أخرى أشار الأمين العام للأفلان إلى أن موقف الجزائر من الأحداث الدائرة في ليبيا كان واضحا من البداية، مضيفا ”نحترم إرادة واختيار الشعب الليبي ولا نؤيد طرفا علي حساب الآخر، والخيار الأخير يجب أن يعود للشعب الليبي ليقرر من يحكمه”، واعتبر أن الجزائر ليست طرفا في هذا النزاع، ”لكننا معنيون بما يجري في ليبيا، ومنزعجون باعتبارها جارة قريبة منا تجمعنا بها حدود بطول 900 كلم”·
وبخصوص الاتهامات العديدة الموجهة للجزائر من قبل من يسمون أنفسهم بالثوار، أشار الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم إلى أن هذا تحامل لا مسؤول ضد بلد لا ذنب له سوي أنه رفض التدخل في الشؤون الليبية الداخلية، مجددا تأكيده أن الجزائر ليست لها أي علاقة بالصراع والاقتتال الدائر في ليبيا، نافيا أن تكون الجزائر قد أمدت كتائب القذافي بالسلاح، أو أن هناك مرتزقة جزائريين داخل الأراضي الليبية، كما تحديئأن تقدم هذه الدوائر أي دليل مادي علي ما تقول سواء قوافل أسلحة أو تورط مرتزقة، مشيرا إلي أن هذه الاتهامات تظل من نسج الخيال وهذه الأكاذيب تصبح مع سبق الإصرار والترصد من اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة هم من استقووا بحلف الناتو علي إخوانهم· وبخصوص تزايد نشاطات الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل، أكد وزير الدولة عبد العزيز بلخادم أنها نقطة بالغة الأهمية، ”فاشتعال الأزمة يزيد من احتمال استغلال الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل تحت اسم ”القاعدة في بلاد المغرب العربي”، للاستفادة من حركة السلاح المكثفة عن طريق الاستيلاء علي بعض الأسلحة الثقيلة والمتطورة ما من شأنه أن يهدد المنطقة بأكملها ”وتكون الجزائر أول البلدان المتضررة من الاقتتال الدائر في ليبيا”· وأضاف بلخادم لقد دفعنا فاتورة ثقيلة خلال فترة المواجهة مع الإرهاب، ومازلنا ندفعها حتي اليوم، لكننا لا نريد أن نعود إلي هذه الأيام مجددا· وفي سؤال حول الاستعدادات علي الحدود الليبية الجزائرية المشتركة والتنسيق الأمني مع الولاياتالمتحدة وطلب واشنطن قواعد عسكرية لمكافحة الإرهاب، أشار بلخادم إلى أن الجزائر ”تعي حجم المعضلة الأمنية التي تنتظرها جراء استثمار القاعدة في أزمة ليبيا”، حيث شرعت في مساع أمنية حثيثة وتجنيد أكبر علي الحدود وتوجيه ضربات حاسمة لتنظيم القاعدة، كما باشرت حملة توعية واسعة لسكان مناطق الشرق والجنوب، نافيا في الوقت نفسه أي تواجد عسكري أجنبي علي أرض الجزائر، قائلا: ”لا نقبل به تحت أي شكل وأي مسمي·· لقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل استقلال بلادنا أكثر من مليون ونصف المليون شهيد من أجل تحرير الوطن”·