دمشق تقابل مواقف باريس من الأزمة السورية ب”العصي” تحقيق عن أسماء الأسد ”يحرج” مجلة أمريكية شهيرة تعرض سفير فرنسا في سوريا إريك شوفالييه لاعتداء صباح أمس، لدى خروجه من لقاء مع البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما أفاد شهود· ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن شبانا ونساء كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد قذفوا وفد السفير الفرنسي بالبيض والحجارة لدى خروجه من اللقاء أثناء عودة السفير إلى سيارته· وأكد إريك شوفالييه أن ”عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضبانا حديدية ونساء ألقوا البيض ثم الحجارة عليّ وعلى فريقي، وكان سلوكهم عدوانياً فيما كنا نعود إلى سياراتنا”· وكان السفير الفرنسي جال الخميس على مداخل 4 مدارس في دمشق وريفها للتعبير عن ”قلقه الكبير” إثر ورود معلومات تفيد عن قمع تظاهرات طلابية· وانتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة القمع السوري الذي يمارس أيضا كما قال في بعض المدارس ضد أطفال على حد قوله، مبرراً الموقف الفرنسي حيال دمشق بالخوف من اندلاع حرب أهلية· وكان شوفالييه زار مع السفير الأمريكي في ال 13 سبتمبر الجاري بلدة داريا في ريف دمشق للتعزية في الناشط غياث مطر الذي كان معتقلا وقتل، حسب ”هيومن رايتس ووتش”، تحت التعذيب· وكان الدبلوماسيان أثارا استياء دمشق بقيامهما في الثامن جويلية الماضي بزيارة حماه التي شهدت منذ مطلع يوليو تظاهرتين حاشدتين ضد الأسد· من ناحية أخرى، نشرت مجلة ”فوغ” الأمريكية المتخصصة في عالم الأزياء والأناقة عبر موقعها على الانترنت في فيفري 2011 تحقيقا مستفيضا عن سيرة حياة سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد، ولكن يبدو أن مجريات الأحداث في سوريا بعد اندلاع الثورة، وفي ظل التنديد الدولي بالانتهاكات المرتكبة من قبل زوجها الرئيس بشار ضد محتجين مدنيين، جعل المسؤولين عن المجلة يغيرون نظرتهم عن ”السيدة الأولى في العالم العربي” بحسب وصفهم، ويسحبون العدد الذي نشرت على غلافه صورة أسماء الأسد وزوجها وأطفالها من موقعهم على الشبكة العنكبوتية· ويكفي للمستخدم أن يجري عملية بحث بسيطة عن هذا التحقيق ليفاجئ باختفائه من الموقع· وبحسب الملحق الأسبوعي لصحيفة ”لوموند” الفرنسية التي نشرت الخبر، فقد خصصت مجلة ”فوغ” الأمريكية في عددها الصادر نهاية شهر فيفري تحقيقا عن حياة أسماء الأسد اختارت له عنوان ”وردة في الصحراء”· ولم يخل التحقيق من عبارات المديح والثناء على زوجة بشار الأسد الأم وعقيلة الرئيس عبر إبراز نجاحاتها وتألقها في دنيا السياسة والمال والأنشطة الخيرية· وقالت المجلة في مستهل تقريرها ”إن السيدة السورية الأولى ذات الخامسة والثلاثين عاما تضع نصب اهتمامها تغيير عقلية ستة ملايين شاب سوري تحت سن الثامنة عشرة، وتشجيعهم على ما أسمته ب ”المواطنة النشطة”، فضلا عن تمكين النساء في سورية من المشاركة في دفع بلادها إلى الأمام”· ولكن يبدو أنه في ظل المواقف الدولية، لاسيما الأمريكية منها، وما تنشره وسائل الإعلام العالمية من انتقادات لنظام الرئيس السوري، جعل الكثيرين يغيرون نظرتهم ومواقفهم من ”عائلة الأسد”، لتتحول عبارات الإعجاب والمديح إلى انتقادات وإدانات·