استضاف، أمس، النادي الثقافي عيسى مسعودي الروائي أمين الزاوي للحديث عن ''إشكالية الثقافة والمثقف في الجزائر'' وما هي عليه الآن في ظل المعطيات الجديدة السياسية والاجتماعية والثقافية. الزاوي، وبكل ثقة، حمل نفسه مسؤولية الحديث عن تموقع المشهد الثقافي داخل اللغة الفرنسية ليكشف عن غلطات الكتاب الذين انصاعوا لاستعمار من نوع آخر من خلال سيطرة اللغة الفرنسية عليهم واحتلالها مكانة اللغة الأم في رواياتهم وكتاباتهم. وقال صاحب ''وليمة الأكاذيب'' إن هناك حسن تدبير في الشأن الثقافي الفرنسي زاد من ازدهار الثقافة الغربية على حساب الثقافة العربية، الأمر الذي ''أدى إلى انهيار مكانة لغتنا الأم التي يفترض أن تكون في المرتبة الأولى لتليها فيما بعد باقي اللغات، ولكن هذا لا يعني خلق عداء تجاه اللغة الفرنسية وإنما ضرورة وضعها داخل المفهوم الثقافي الأجنبي''. المدير العام السابق للمكتبة الوطنية في طرحه إشكالية المثقف الجزائري، قال إن هذا الأخير كان في وقت مضى خير نموذج للمثقف العربي حينما اقترن اسمه بالمقاومة في فترة الاستعمار الفرنسي على غرار أسماء لكتاب كبار أمثال كاتب ياسين ومفدي زكرياء ومحمد ديب وغيرهم. كما أكد الزاوي في هذا السياق أن الهوية الثقافية اليوم في الجزائر مفقودة، ونعت المثقف الجزائري ب''البزناسي'' بالرغم من الإمكانيات الموجودة والتي تفرض مكانة أحسن للأدب والأدباء في الجزائر. وعن تنحيه عن منصبه في المكتبة الوطنية، قال الزاوي ''إنه بالرغم من مصادرة مكانته هناك إلا أنه لا يمكن لأحد أن يصادر أفكاره وأحلامه''. وأضاف أنه بذل ''قصارى جهده في إدارته للمكتبة وأنه كان أقدر من غيره على إدارتها بالرغم من وجود من يمكنه أن يحل محله، واكتفى بهذا القدر في الحديث عن الموضوع ليغلق صفحة هذا الملف الذي كان في كل مرة يتحفظ على الحديث عنه. وعن المهرجان الثقافي الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر شهر جويلية القادم، قال الزاوي إنه غير مدعو ولن يشارك ولم يطلعه أحد على برنامج المهرجان، لذا لا يمكنه أن يبدي أي انطباع أو رأي حول المسألة، وقال إنه يتمنى أن يكون هذا الحدث الثقافي أهم من المهرجان الإفريقي الثقافي الذي احتضنته الجزائر لأنه سيكون بذلك محطة هامة في ذاكرة المهرجانات الدولية 1969.