اتهمت منظمة العفو الدولية، الحكومة السورية، بتحويل المستشفيات العامة إلى ”أدوات للتعذيب والقمع”، في سعيها للقضاء على المعارضة وملاحقتها· وقالت المنظمة في تقرير لها أمس، إن المصابين في أربعة مستشفيات سورية حكومية على الأقل تعرضوا للتعذيب، وأنواع أخرى من سوء المعاملة، وإن بعض أفراد الطواقم الطبية وغير الطبية ساهموا في تلك الانتهاكات· وأشار التقرير إلى أن بعض أفراد الطواقم الطبية في تلك المستشفيات، ممن عالجوا أولئك المرضى من المحتجين المصابين خلال التظاهرات، تعرضوا هم أيضا إلى الاعتقال والتعذيب· وأضاف تقرير المنظمة أن المرضى والمصابين أهينوا وضربوا من قبل أفراد في طواقم المستشفيات، سواء كانوا من الطاقم الطبي أو عناصر الأمن فيها، وتحديداً في مستشفيات حمص وبانياس وبلدة تلكلخ الحدودية، إضافة إلى المستشفى العسكري في حمص· وتابعت المنظمة أن عناصر من قوات الأمن قامت في السابع من سبتمبر الماضي باقتحام مستشفى البر والخدمات في حمص، واعتقلوا 18 مصابا عندما فشلوا في العثور على قائد عسكري ميداني معارض للحكومة كانوا يبحثون عنه· وأوضحت المنظمة أن العديد من المصابين، وخوفاً من العلاج في المستشفيات العامة، اضطروا إلى البحث عن العلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة، أو في مستشفيات ميدانية مؤقتة، تفتقر للمعدات والأدوية المناسبة· وفي هذه الأثناء، دعا المجلس الوطني السوري من مدينة إسطنبول التركية، السوريين، إلى المشاركة في الإضراب العام اليوم كمقدمةً لإضرابات أشمل وأكبر وصولا إلى العصيان المدني· يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن 19 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات الأمن· وقال المجلس في بيان نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك” إنه يدعو جميع أبناء الشعب بالمحافظات والمدن والقرى كافةً إلى مشاركة إخوانهم في درعا وحمص ودير الزور وغيرها من المناطق من خلال إعلان الإضراب العام اليوم· وأكد المجلس اعتزازه الكبير بالكفاحية العالية للشعب السوري وشباب الثورة وتصميمهم الكبير على قهر الطغيان” ورأى أن تنفيذ هذا الإضراب العام في مختلف أنحاء سوريا هو إيذان بأن الثورة تدخل مرحلة جديدة من نضالها لتحقيق أهدافها، وتعبير عن الاستمرار في المقاومة السلمية حتى تحقيق النصر·
من ناحية أخرى، استدعت سوريا سفيرها في واشنطن عماد مصطفى للتشاور على إثر إجراء مماثل اتخذته الولاياتالمتحدة بسحب سفيرها في دمشق روبرت فورد، وفق ما أفادت مصادر رسمية سورية، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي إن بلاده لا تنوي سحب دبلوماسييها من سوريا، معربا عن تضامنه مع الموقف الأمريكي وأسفه لعدم تمكن مجلس الأمن الدولي من الاتفاق على قرار بالحد الأدنى يحض نظام الرئيس بشار الأسد على وقف القمع والانفتاح على الحوار·
وفي تطورات الوضع ميدانيا، قال ناشط حقوقي سوري إن النظام الحاكم يعتقل أكثر من ثلاثين ألف شخص منذ بدء حملته القمعية ضد الثائرين الذين بدأوا الاحتجاجات في مارس الماضي· وأوضح رضوان زيادة، مؤسس مركز دمشق لحقوق الإنسان بمؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة، إن النظام السوري حوّل ملاعب كرة القدم الكبرى إلى مراكز اعتقال للمحتجين· وقال زيادة إنه لا يوجد أحد من الحقوقيين يعرف الرقم الدقيق لأعداد المعتقلين من المعارضين في سجون النظام، مشيرا إلى أنه حصل على الرقم التقريبي من معارضين سوريين بالداخل· يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن 19 شخصا قتلوا أول أمس بنيران قوات الأمن· وأضافت أن 13 منهم سقطوا بحمص التي تتواصل فيها الحملة الأمنية الواسعة، بينما سقط ستة آخرون بإدلب·