يتحدث مؤسس حركة “النهضة” الإسلامية التونسية محمد العكروت في هذا اللقاء، عن العوامل التي جعلت 41 بالمائة من التونسيين يصوتون لصالح الحزب في انتخابات المجلس التأسيسي، ويلخص ذلك في عوامل ثلاثة أساسية هي إسلام الشعب التونسي، والأمانة التي عليها الحركة، والتأثير العكسي لحملات التشويه التي تعرضوا إليها من العلمانيين. ويؤكد المتحدث الذي أدين بالإعدام والمؤبد وسجن 16 سنة في عهد بن علي، على استمرار البنوك الربوية في العمل بتونس وعدم فرض الحجاب والنقاب على التونسيات بعد تولي الحزب الإسلامي الحكم. - بم تفسر الفوز الذي حققته “النهضة” في انتخابات المجلس التأسيسي؟ حصولنا على المرتبة الأولى في انتخابات المجلس التأسيسي يعود تعود لثلاثة عوامل رئيسية؛ الأول والأهم هو الخلق الإسلامي للشعب التونسي، وبطبيعة الحال فحاضنة المجتمع لم تكن سوى في حركة النهضة، وأنا أتحدث إليك.. تحضرني حادثة وقعت في سوسة، فلما خرجت مسيرة للعلمانيين تنادي بإسقاط المادة الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة، كان المذهل أن من شارك المواطنين في توقيف المسيرة العشرات من رواد الحانات. والعامل الثاني هو الأمانة، فالحاكم السابق خان الأمانة التي أودعها لديه الشعب التونسي طيلة سنوات كاملة ترك فيها المواطن في حال سبيله فقيرا تائها مطاردا ومقهورا.. الشعب يريد الأمانة، وكوادرنا ومناضلونا ومحبونا يتمتعون بالأمانة لأننا ذوو مرجعية إسلامية.. وكما هو معلوم فنحن الحزب الوحيد الذي جربه الشعب التونسي العظيم، نحن لم نولد بعد 14 جانفي 2011 مثلما هو حال 40 حزب سياسي آخر.. نحن امتداد للحركات الإسلامية السابقة، تعرضنا للتعذيب والاضطهاد ولم نتراجع عن مبادئنا، سواء الذين كانوا في غياهب السجون والمعتقلات أو من هاجر مجبرا مطاردا في عواصم العالم.. نحن جربنا وصدقنا. - طيب.. وماهو العامل الثالث؟ هو حملات التشويه التي تعرضنا إليها من الإعلام والعلمانيين واليساريين، حيث تركزت بالخصوص على تخويف المرأة في حالة فوزنا في الانتخابات، فحاولوا إرهاب أمنا وأختنا وابنتنا التونسية بقولهم إننا سنحرم المرأة من الدراسة والعمل، وسنفرض عليها الحجاب والجلباب والنقاب عنوة، لقد حاولوا إرهابها لكنها كانت واعية. وبالنسبة لحركة “النهضة”، فالتغيير لن يكون بالإكراه في الحجاب والجلباب، كما أنه ليس من الضروري حاليا التركيز على مسألة تعدد الزوجات مثلما تروجه تلك الأطراف، القضية الآن هي كيفية تسهيل الحصول على العمل وإتاحة فرص الزواج، فمعدلات سن الزواج عند الرجال التونسيين تبلغ 35 سنة وعند النساء 30 سنة.. سنشتغل على توفير فرص العمل والسكن والزواج والحياة الكريمة لشعبنا. - هناك من قال إنكم ستمنعون البنوك “الربوية” من العمل.. ما تعليقك؟ صحيح.. فالمسائل المالية هي من القضايا التي أرادوا تشويهنا بها، وقالوا إننا سنمنع البنوك الربوية من الاشتغال وفسح المجال أمام البنوك الإسلامية، ومن ثم إفلاس البلاد بعد تعطيل الآلة الاقتصادية.. لكننا وضحنا موقفنا من هذه القضية، فنحن مدركون لوضع بلادنا، ولا يمكن الاستغناء الآن عن البنوك الربوية على الرغم من توجه الاقتصاد العالمي إلى العمل بالصيرفة الإسلامية بعد الأزمات التي أحدثتها البنوك الربوية، ولكن عملا بفتوى شيخنا بن عاشور، سنستمر بالعمل بالبنوك الربوية وهذا هو الخيار الذي أمامنا، مع فتح شبابيك إسلامية كون الإحصائيات تؤكد أن 70 بالمائة من التونسيين يرفضون التعامل مع البنوك الربوية. - حققتم فوزا كبيرا، والأحزاب الإسلامية في الجزائر على موعد مع الانتخابات بعد أشهر، ما يمكن أن يفعلوا حتى يحققوا ما حققتموه؟ ما أنصح به إخواني في الحركات الإسلامية في الجزائر، هو التقرب من الجماهير والشعب، والإحساس الكامل بالمشاكل الحقيقية لهم في القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية.. إذن يجب عليهم أن يقتربوا من المواطن والانشغال بهمومه. - ستكونون طرفا قويا في الحكومة القادمة، كيف ستتعاملون مع السعودية في قضية زين العابدين بن علي؟ الحقيقة أننا في الوقت الراهن لم ندرس المسألة داخل الحزب، لأننا منشغلون بعد إعلان النتائج بتشكيل حكومة توافقية مع الأطراف الأخرى المكونة للمشهد السياسي التونسي، أما طلب تسليم زين العابدين بن علي سيتولاها القضاء التونسي.