جددت القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس، قصفها المدفعي على مدينة تعز جنوب صنعاء بعد يوم دام قتل فيه 16 بينهم نساء وأطفال، مما استدعى تنديدا شعبيا “بالمجزرة” التي ارتكبتها قوات صالح والدعوة لإضراب عام حتى وقف القصف. وأعرب مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر عن استنكاره استمرار أعمال العنف واستهداف العزل والمدنيين في تعز. وقال البرلماني شوقي القاضي في تصريحات لوكالة “يونايتد برس” إن قوات الحرس الجمهوري قصفت بعنف فجر أمس، مدينة تعز، مشيرا إلى أن القصف طال المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس صالح في ساحة الحرية بالمدينة. وكان الحرس الجمهوري قصف أمس منطقة ساحة الحرية وسط تعز مما أدى إلى سقوط 16 “شهيداً” بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال وعشرات الجرحى، كما قصفت في وقت لاحق الطوابق العليا من مستشفى الروضة حيث كان يرقد جرحى القصف الأول. واستنكارا لهذا القصف؛ شهد عدد من المدن اليمنية مسيرات ووقفات احتجاجية نددت “بالمجزرة” في محافظة تعز، وطالبت باعتقال الرئيس صالح ومحاكمته ورفض إعطاء أي حصانة له أو لأحد من رموز نظامه. وفي محافظة الضالع جنوبي اليمن شارك عشرات الآلاف بمسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية وجابت شوارع المدينة للتنديد “بجرائم قتل الأبرياء”,، كما طالب المشاركون بإحالة الرئيس صالح وعائلته إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمتهم كمجرمي حرب. وجدد المتظاهرون تمسكهم بالخيار السلمي لإسقاط نظام صالح ورفضهم المطلق لأية تسويات سياسية أو حصانات تمكن المجرمين من الإفلات من العقاب. وفي محافظة عدن، كبرى مدن جنوبي اليمن، خرج الآلاف بساحة الحرية في مسيرة استنكرت قتل النساء بقصف مصلاهن في ساحة الحرية بتعز و”المجازر” المرتكبة بحق أبناء تعز عموما. وحذر بيان صادر عن المسيرة من مغبة العبث بأمن عدن، مشيرا إلى أن ثوار المحافظة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عمليات نقل السلاح عبر ميناء عدن. وفي السياق ذاته، دعا شباب الثورة اليمنية في مدينة تعز إلى إضراب مفتوح وشامل اليوم حتى يتم وقف القصف من قبل القوات اليمنية واستهداف المتظاهرين في الساحات. وقال بيان صادر عن التنظيم إن شباب الثورة دعوا كافة المنظمات والجمعيات والنقابات إلى المشاركة الفعالة في الإضراب حتى يتم وقف القصف على المدينة، وسحب القوات اليمنية من داخلها بشكل كامل من كل المؤسسات الخدمية والتعليمية. وبدورها ناشدت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز العالم ومجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي والضمير الإنساني للتدخل وإيقاف ما أسمتها المذبحة المستمرة التي ترتكبها قوات صالح ضد تعز وسكانها. من ناحية أخرى، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عن قرب التوصل إلى اتفاق مع المعارضة البرلمانية حول الآلية الزمنية للمبادرة الخليجية التي تتضمن خصوصا اتفاقا على مرشح واحد لانتخابات رئاسية مبكرة، يدير مرحلة انتقالية تستمر سنتين. وقال الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمد بن دغر “إننا نكاد نتفق مع إخواننا في المشترك على اتفاق يمثل مخرجا وطنيا من هذه الأزمة وتسوية سياسية تلبي مصالح شعبنا وتحمي مكاسبنا وتبعدنا عن دائرة العنف وشبح الحرب الأهلية”.