فيما تستضيف الجزائر أول اجتماع تعزيز قدرات دول الساحل أفادت وكالة الأنباء الإفريقية ”بانا” بأن وفدا أمنيا جزائريا يوجد حاليا بدولة مالي لتنسيق مراقبة الحدود المشتركة التي تمتد على طول ألف كيلومتر في مناطق صحراوية جرداء· وأوردت الوكالة أن ”العقيد مصطفى سالمي من قيادة حرس الحدود يوجد في مالي منذ يوم الثلاثاء لبحث تأمين الحدود المشتركة بين البلدين”· ونقلت الوكالة عن مصادر مالية أن ”الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال ضبط الأمن الحدودي بين البلدين”· وقال المصدر إن المسؤولين في الوفدين شددوا على ”ضرورة تعزيز التعاون بين مالي والجزائر لا سيما في هذا الظرف الذي يتسم بانعدام الأمن الناجم أساسا عن تواجد تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في الشريط الساحل الصحراوي· ويضم برنامج الزيارة متابعة تدريبات لقوات مالية وحضور عمليات نزع ألغام وإنقاذ· وأعلن في وقت سابق عن زيارة وفود أمنية جزائرية لمالي في إطار تنسيق عمليات البحث عن ثلاثة متطوعين أجانب اختطفوا من أحد مخيمات اللاجئين الصحراويين بالقرب من مدينة تندوف يعتقد أنهم نقلوا إلى شمال مالي· وتتزامن الزيارة مع إطلاق رئيس أركان الجيش الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، خطة انتشار عسكري تتولاه فرق خاصة تتعاون مع قوات عسكرية مالية لمتابعة قضية الخطف· وقالت مصادر ”إن الخاطفين الذين يُشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة، موجودون فعلاً في مالي بعد الفرار من مخيم ”الرابوني” عبر شريط يقع فوق أراضي موريتانيا قبل أن يتوجهوا، على الأرجح، إلى منطقة واغادو· وكثفت دول منطقة الساحل من اجتماعتها في إطار مكافحة الإرهاب، فبعد اجتماعها في واشنطن تستضيف الجزائر يومي 16 و17 من الشهر الحالي أول اجتماع لفريق العمل الخاص بتعزيز قدرات وإمكانيات دول الساحل لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة· وهو اجتماع سيتم على مستوى الخبراء ويعتبر الأول من نوعه، علما أنه ينظم في إطار منتدى مكافحة الإرهاب الذي تأسس في واشنطن بتاريخ 23 و24 سبتمبر الماضي· وأفاد بيان وزارة الخارجية بأن هذا الاجتماع يعد أولى الخطوات العملية لمحاولة تجسيد التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، سواء تعلق الأمر بين دول المنطقة أو بينها وبين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وخاصة فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة التي أبدت اهتمامها بالوضع الأمني في منطقة الساحل بالنظر إلى التهديد الذي يمثله الإرهاب والجريمة المنظمة بالنسبة لمصالح هذه الدول·