طالبت السلطات الموريتانية مدير مكتب وكالة الأنباء المغربية بمغادرة أراضيها خلال 24 ساعة بعد تعميمه برقية خاصة تتهم الرئيس محمد ولد العبد العزيز بإدخال مبالغ مالية كبيرة إلى المغرب تحت غطاء رسمي عن طريق أحد أبناء عمومته. ونقلت وكالة “الدولية” الإخبارية أمس، عن مصادر موريتانية مطلعة قولها إن قرار طرد عبد الحفيظ البقالي، يعود لاتهامه بالتجسس دون كشف مزيد من التفاصيل. وقال المصدر الموريتاني في إن القرار جاء بعد الاشتباه في قيام الصحفي بالتجسس لصالح المخابرات المغربية. وأوضحت تقارير أن العلاقات المغربية الموريتانية دخلت في نفق مسدود، بعدما عمدت السلطات الموريتانية إلى طرد رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنواكشوط عبد الحفيظ البقالي، مطالبة إياه بمغادرة التراب الموريتاني في أقل من 24 ساعة. وأعربت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن أسفها أشد الأسف لهذا القرار الذي لم يصدر عن السلطات الموريتانية أي تبرير رسمي له. وذكرت وكالة “الدولية” على لسان مصادر عليمة قولها إن السبب الذي تم بموجبه طرد مدير مكتب وكالة أنباء المغرب العربي هو أن الوكالة عممت برقية خاصة بخصوص مبالغ مالية كبيرة تم إدخالها للمغرب تحت غطاء رسمي عن طريق أحد أبناء عمومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد عزيز. وحسب المصدر، فقد تضمنت البرقية الخاصة التي تم توزيعها بشكل محدود جدا على رسميين مغاربة أن المبالغ التي تم إدخالها للمغرب كبيرة جدا وغير مسبوقة بهذا الحجم. وأوضح ذات المصدر أن البرقية أوردت اسم الشخص الذي قام بإدخال المبالغ الكبيرة، والذي يعتقد أنه واجهة للرئيس الموريتاني ويقوم بالعملية نيابة عنه، كما أكدت البرقية أن المبالغ المالية المهربة تم تبييضها في شراء عقارات وعمارات وأصول شركات في المغرب. وفي السياق ذاته، يقول المصدر إن البرقية التي اطلع عليها ولد عبد العزيز كانت سببا في طرد الصحفي المغربي، بعد امتعاض الرئيس الموريتاني من ما قامت به وكالة الأنباء المغربية الرسمية “لاماب”، ولذلك فإن وزارة الإعلام الموريتانية أبلغت الوكالة المغربية العربي رفضها لاعتماد أي مراسل بديل لها مستقبلا في نواكشوط. وكانت إدارة الأمن الموريتانية قررت سحب الاعتماد الصحفي من مراسل ومدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء “الوكالة الرسمية في المغرب” عبد الحفيظ البقالي وإبعاده إلى خارج موريتانيا باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، دون أن تفصح عن الأسباب. من ناحية أخرى، كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي درس في المغرب وتخرج من المدرسة العسكرية في مدينة مكناس، قد وصل إلى كرسي الحكم في موريتانيا إثر تنفيذه لانقلاب عسكري في الثامن أوت سنة 2008، أطاح من خلاله بنظام الرئيس المنتخب آنذاك سيدي ولد الشيخ عبد الله.