أطلق فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، النار على زعماء أحزاب الأفلان والأرندي والعمال، معتبرا أن حركته تتعرض لحملة من الضغوط بغرض ثنيها عن التصدي لمن وصفهم بالمتسببين في إفراغ الإصلاحات من محتواها· وقال ربيعي في ندوة صحفية نشطها بمقر الحركة، أمس، إن تصريحات بلخادم بشأن حظوظ التيار الإسلامي في التشريعيات القادمة – التي أكد أنها لن تتعدى 35 بالمئة – مقلقة وتعكس نية مبيتة عن سياسة ”الكوطات” المحضرة مسبقا· وأضاف في هذا السياق اإن الأفلان ليس مركزا لسبر الآراء وأن الشعب وحده من يعطي كل تيار حجمه الحقيقي وليس حزب الأغلبية المفبركةب، على حد تعبيره· كما رد ربيعي على تصريحات الناطق الرسمي للأرندي مليود شرفي التي اتهم فيها نواب النهضة بخلق البلبلة والفوضى في البلد، بالقول الا يحق لحزب جاء في ظل التزوير ونشأ عليه ومستقبله السياسي مربوط به، أن يهاجم حركة شريفة مورس ضدها الإقصاء منذ التأسيسب، مؤكدا أن النهضة أحرص منه على مصلحة الجزائر التي يتربص بها حسبه التدخل الأجنبي كحتمية بعد أن تعم الفوضى البلد، نتيجة فشل الإصلاحات التي وصفها بأنها مجرد رتوشات موجهة للخارج أملتها نية الإبقاء على الوضع القائم· في المقابل هاجم المتحدث، زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي قالت إن التيار الإسلامي في الجزائر يريد الاستثمار في النجاحات التي حققها نظراءه في البلدان التي عرفت ثورات شعبية، وقال ربيعي ردا على تصريحاتها اإن التيار الإسلامي متجذر وأصيل في أوساط الشعب ولم يستورد أفكاره ولا أطروحاته، وقد أثبت أنه ديمقراطي أكثر من غيرهب، مضيفا أنه سيبارك لحنون إذا أعطاها الصندوق الأغلبية، مع أنه يعتقد أن الشعب اسيصفرب التيار الذي تنتمي إليه حنون، على حد تعبيره· من جهة أخرى، كشف ربيعي أن حركته بصدد إجراء استشارة قانونية حول الضمانات اللازمة لخوض انتخابات تشريعية نزيهة وشفافة ستقدم في شكل مذكرة إلى رئيس الجمهورية، مضيفا أن ما جاء في خطاب الرئيس بمناسبة افتتاح السنة القضائية حول نزاهة الانتخابات خطوة حسنة، لكنها بحاجة إلى آليات تطبيق وأن مبادرة الاستشارة القانونية هذه ستتضمن اقتراحات حول هذه الآليات المطلوبة وتحمل عنوانين، الأول يتعلق بحياد الادارة وإبعادها عن مهمة رسم الخارطة السياسية وحصرها في الجانب اللوجستي، والثاني يتعلق بميكانيزمات الرقابة القضائية والسياسية من طرف الشعب والطبقة السياسية· وحسب ربيعي، فإن المبادرة مفتوحة للإثراء أمام كل التيارات السياسية التي تتشارك مع النهضة في نفس القناعة والرؤية والاستعداد لمجابهة التزوير، مضيفا أن المرحلة الحالية تفرض ضرورة إيجاد تكتل يجمع جميع الخيرين من أبناء الجزائر· وحول سؤال ل”البلاد” عن إمكانية التحالف مع حمس خلال الانتخابات القادمة إذا ما نفذت هذه الأخيرة تهديدها بالخروج من التحالف، قال ربيعي إنه يحترم قرارات الإخوة في حمس ورؤيتهم لمصلحة حركتهم ومصلحة البلد، وأنه يرحب بهم إذا ما تحولوا من موقعهم الحالي في التحالف إلى موقع آخر·