حدّدت لجنة إعداد مشروع الدستور في سوريا، الولاية الرئاسية بسبع سنوات تُجدّد مرة واحدة فقط، وقررت تخفيض النسبة التي يجب أن يحصل عليه المرشح لرئاسة الجمهورية من تأييد أعضاء مجلس الشعب من 20 بالمائة إلى 15 بالمائة· وذكرت صحيفة ”الوطن” السورية المستقلة أمس، نقلاً مصادر ”مقرّبة من اللجنة” قولها إن اللجنة أنجزت خلال اجتماعها أول أمس الذي استمر 4 ساعات، ”بشكل نهائي مناقشة كل مواد مشروع الدستور البالغ عددها 156 مادة ولم يعد هناك نقاط مختلف عليها بعد أن تم دراسة المشروع بشكل معمق ولمرتين”· وأشارت إلى أن اللجنة أنهت مهمتها قبل الموعد المحدد ب23 يوماً، ومن المقرر أن ترفع مشروع الدستور إلى الرئيس بشار الأسد في غضون الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم طرحه في وقت لاحق على الاستفتاء العام· وأوضحت الصحيفة أن اللجنة لجأت إلى التصويت من أجل البت في مسألة الولاية الرئاسية بعد أن وصل عدد المقترحات بشأنها إلى 6 بينها تحديد مدتها ب5 سنوات أو 6 سنوات، في وقت اتفق فيه جميع الأعضاء على ضرورة تحديد عدد مرات تجديدها وعدم تركها مفتوحة كما في الدستور الحالي· وقالت إنه بعد عرض المسألة على التصويت، صوَّت أكثرية أعضاء اللجنة لصالح تحديد مدة الولاية ب7 سنوات ولولايتين، أي تُجدّد لمرة واحدة فقط·
وفي الأثناء، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن أيام النظام السوري معدودة، وأن العالم أصبح يعرف أن الديكتاتوريات لا يمكن أن تستمر· وأوضح أن نظام الأسد في سوريا ”سوف يكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس”· وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة أول أمس في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد أمام الكونغرس ب”التحول المذهل” الذي أحدثه ”الربيع العربي”، محذرا من أن أيام النظام السوري أصبحت معدودة على غرار النظام الليبي بقيادة معمر القذافي، موضحا ”في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تنفجر موجة التغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من تونس إلى القاهرة، من صنعاء إلى طرابلس·· قبل عام، كان القذافي وهو قاتل على يديه دم أمريكيين، أحد أقدم الديكتاتوريين في الأرض، واليوم لم يعد موجودا”· وأشار أوباما إلى أنه لا يعلم بالتحديد متى سينتهي هذا ”التحول المذهل”، لكنه أكد ”سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديمقراطيات قوية ومستقرة وكذلك أسواق مفتوحة لان الديكتاتورية لا تصمد أمام الحرية”·
من ناحية أخرى، جددت روسيا أمس، رفضها استخدام القوة ضد سوريا أو الموافقة على قرار من مجلس الأمن يبرر فرض عقوبات من جانب واحد عليها، وذلك رغم تصريحات مسؤول كبير في ”الكريملن” قال فيها قبل يومين إن موسكو لا تستطيع تقديم المزيد لنظام الأسد· وقال لافروف، في مؤتمر صحفي رفقة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده ”منفتحة على أي مقترحات بناءة” بشأن سوريا، إلا أنها لا تزال تعارض أي خطوة في الأممالمتحدة تؤيد العقوبات الأحادية التي جرى التصديق عليها سابقا، أو استخدام القوة ضد دمشق· واعتبر لافروف أن أي مبادرة جديدة من الأممالمتحدة لا يمكن أن تبرر استخدام القوة أو ”عقوبات أقرت دون أي مشاورات مع روسيا أو الصين”·