كشفت التحقيقات الجارية أمام قاضي تحقيق الغرفة الأولى لدى محكمة بئر مراد رايس عن مستجدات قضية مقتل شابة حامل في شهرها الرابع (21 سنة) بعد إخضاعها لعملية إجهاض بعيادة سرية في بوزريعة· وقد اعترف المتهم الرئيسي بتفاصيل مروعة· المدعو (ح·م) البالغ من العمر 62 سنة وهو متقاعد بقطاع الصحة من ذوي السوابق العدلية، ثبت ضلوعه في هذه القضية، وأفاد خلال التحقيق معه، حسب ما أكدته لنا مصادر موثوقة، بأنه بتاريخ 12 أكتوبر ,2010 وفي حدود الساعة العاشرة صباحا توجه إلى مستشفى بني مسوس بغرض تحديد موعد طبي لأحد معارفه، وهناك تلقى اتصالا هاتفيا من المدعو (خ·ج) عامل بالصيدلية التابعة لمصلحة الولادة بمستشفى بني مسوس ليلتقيه برواق المستشفى فطلب منه مساعدة فتاة حامل في شهرها الرابع على التخلص من جنينها ليوافقه على ذلك ثم عرض الفكرة على زوجته التي وافقت دون تردد شرط أن يدفع لهما مبلغ 90 ألف دج· وفي اليوم الموالي التقى المتهم الرئيسي خطيب الفتاة المدعو (م·م) 27 سنة يعمل لدى مؤسسة مختصة في الأشغال العمومية، حيث تم التفاوض معه بشأن تكاليف عملية الإجهاض غير الشرعية وتم تخفيضه إلى 65 ألف دج· تنقلت الضحية رفقة خطيبها إلى العيادة السرية فكان تسديد المبلغ المالي مسبقا قبل الشروع في العملية·
الضحية كانت تعاني من فقر الدم
بطلب من المتهم الرئيسي أحضر خطيب الفتاة اللوازم المطلوبة منه على غرار صورة الأشعة للجنين، المبلغ المتفق عليه، الحفاظات وملابس للفتاة· وفور استلامه المبلغ المالي أخبره خطيب الفتاة أن هذه الأخيرة تعاني من مرض فقر الدم، غير أن منفذ عملية الإجهاض لم يأخذ ذلك بعين الاعتبار وطلب من ابنه الأصغر مرافقتها إلى المنزل أي العيادة السرية التي كانت جدرانها شاهدة على عدة عمليات إجهاض غير شرعية استثمر فيها مسيرها وزوجته المتقاعدان بقطاع الصحة مبالغ مالية معتبرة، فيما عاد المتهم الرئيسي إلى خطيب الضحية وطمأنه بأنها بين أيدٍ أمينة وما عليه إلا المغادرة والعودة في يوم غد حيث كان مقررا مغادرة الفتاة هذه العيادة·
قاعة للعمليات دون تجهيزات بعيادة سرية
أشار مصدرنا إلى أنه في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال من منتصف شهر أكتوبر الماضي، طلبت زوجة المتهم الرئيسي المتواجدة الآن في حالة فرار من الضحية الاستلقاء على السرير لمباشرة العملية، وحقنتها بمزيل للآلام على مستوى الفخذ من نوع ”سباسفون”، فيما تكفل هو بإدخال قرص من دواء ”سيتوتاكس” المتداول استعماله طبيا في عمليات الإجهاض· وبعد مرور قرابة الخمس ساعات أضافت لها زوجته قرصا آخر لتسهيل عملية سقوط الجنين، ووضع إناء كبير بين رجليها وغطاء خفيف على الضحية لتقوم بعدها بإسقاط الجنين ثمة لفته في قطعة قماش ووضعته في كيس بلاستيكي به أيضا ما كانت ترتديه الضحية من ملابس، فيما تكفل هو برمي الكيس في القمامة بحي الشعبة الذي يبعد عن منزله بحوالي كيلومتر واحد· ولدى عودته وجد ابنتيه اللتين كانتا في الشقة السفلى منهمكتين في تحضير الفطور للضحية فيما ظلت زوجته إلى جانبها·
الضحية تدخل في غيبوبة··· ثم تفارق الحياة
في حدود الساعة منتصف النهر من اليوم الموالي وبينما كانت الضحية مستلقية على السرير نظرا لحالتها المتعبة جراء عملية الإجهاض لاحظت عليها زوجته تغيير لون وجهها مع تدهور حالتها الصحية، فتجلبت لها ابنتها العسل وقدمت ملعقتين منه للضحية غير أنه وفي حدود حوالي الساعة الرابعة زوالا تفاجأ الابنة المتواجدة في حالة فرار بلون وجهها قد تغير تماما وبات يميل إلى الاصفرار كما تحول لون عينيها إلى الأبيض تماما· وفي حالة استنفار قصوى نادت والدها واستعجلته الحضور، فيما قامت بمعية شقيقتها برش الضحية بالعطر علها تستفيق، فيما قدم هو لفحصها ليلاحظ أنها لا تتنفس وأن جسمها بدأ يبرد، ليتصل بخطيبها الذي قدم إلى المنزل على جناح السرعة لينقل الضحية إلى مستشفى بني مسوس غير أن الجاني عارضه كونه معروفا هناك، ليعرض عليه نقلها إلى مستشفى باينام وقام بمرافقته· وعند وصولهما إلى هناك ساعده على وضعها على كرسي متحرك وإدخالها مصلحة الاستعجالات لينقلها الفريق الطبي إلى مصلحة العناية المركزة ليفر هو بعد علمه بأنها قد توفيت، وأعلم زوجته بالأمر· ولكون الوقائع خطيرة ونظرا لما سيواجههم قررت الرحيل رفقة إحدى ابنتيها (ح·ف) وهي ربيبة المتهم الرئيسي إلى ابنتها الأخرى التي تقيم بنواحي خميس الخشنة بولاية بومرداس· فيما أفاد الجاني بتعمدهُ عدم الاتصال بخطيب المرحومة كونه كان على علم بمفارقتها الحياة·
تسريب القرص الواحد للإجهاض من المستشفيات مقابل 5 و6 آلاف دينار
كشفت التحقيقات القضائية، حسب مصادرنا، أنّ الضحية وقبل إخضاعها لعملية الإجهاض بهذه العيادة السرية كانت قد توجهت رفقة خطيبها بعد شهر رمضان إلى سيدة تدعى (م·ك) تقيم بجسر قسنطينة تمارس تجارة حرة ساعدت الضحية على الإجهاض ببيع قرصين خاصين بالإجهاض مقابل 12 ألف دج بعدما كان أحد معارفها المكنى ”حنانة” قد باعها ثلاثة أقراص أخرى مقابل 15 ألف دج واستعملتها الضحية دون أن تتمكن من التخلص من جنينها قبل أن يتوجه بها خطيبها إلى العيادة السرية في اليوم الموالي من إحياء زفاف شقيقتها، والذي استغل سذاجة خطيبته لتنفذ له كل رغباته لحبها له· وخلصت التحقيقات إلى أن المتهم الرئيسي كان يستثمر حياته في الأزواج غير الشرعيين ليعرض عليهن المساعدة مقابل مبالغ مالية معتبرة بمساعدة زوجته التي تترأس هذه العصابة كونها كانت تسير عمليات الإجهاض وتتفاوض مع الزبائن بخصوص المستحقات بمساعدة ابنتيها البالغتين من العمر 34 و24 سنة المتواجدتين في حالة فرار واللتين انحصر دورهما في إعداد وجبات الأكل للمعنيات بعمليات الإجهاض، وإلى جانبهم مزوديهم بأقراص الإجهاض من مستشفيات العاصمة لتنسب إلى كل واحد منهم جناية الإجهاض غير الشرعي والقتل العمدي مع سبق الإصرار·
هذا وقد مكن تفكيك هذه العصابة التي تم اكتشافها بناء على إخبارية بلغت مصلحة الفرقة الجنائية بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية بالأبيار من قبل إدارة مستشفى باينام بخصوص استقبالهم فتاة متوفاة من مصادرة عدة لوازم خاصة بالجراحة الطبية، كمية من الأدوية، وصفات طبية تابعة لمستشفى بني مسوس ومآزر وألبسة خاصة بالأطباء والممرضين إلى جانب أغطية طبية·