بإعلانه إمكانية إطلاق هذه التكنولوجيا من دون ”جيزي” مع بدء العد التنازلي لإطلاق الشبكة الثالثة للهاتف النقال في الجزائر بواسطة المتعاملين الثلاثة للنقال أو من دون شركة جيزي التي لا يزال ملف تأميم 51 بالمائة من قبل الحكومة الجزائرية عالقا، بدأت معركة خدمات الجيل الثالث مبكرا في سوق المحمول والطرف الرئيسي فيها ”جيزي”، بينما تقف شركتا ”موبيليس” و”نجمة” على الطرف الثاني، وتدور المعركة حول التكلفة المالية لتراخيص تقديم خدمات الجيل الثالث وحزمة هذه الخدمات· وتصر الحكومة على الحصول على 5 ملايير دولار سنويا مقابل الترخيص للشركتين بتقديم خدمات الجيل الثالث إلى جانب نسبة تتراوح بين 5 و7 بالمائة من عائدات التشغيل السنوية، بينما تسعى الشركتان للحصول على أكبر حزمة من هذه الخدمات بأقل تكلفة· وبعد أن استشعرت الشركتان الخطر مع اقتراب موعد تشغيل الشبكة الثالثة لاسيما بعد تصريحات الوزير موسى بن حمادي بإمكانية الذهاب إلى الجيل الثالث من دون الشركة الرائدة في الهاتف النقال في الجزائر، فيما تفكر ”نجمة” و”موبيليس” في العروض السعرية المرنة التي تستهدف جذب شريحة من العملاء الراغبين في الحصول على خدمات الجيل الثالث كنوع من التنافسية لها في مرحلة التشغيل الأولى· لا تزال شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر الحاملة للعلامة التجارية ”جيزي” تترقب المفاوضات الجارية بين الحكومة وشركة فيمبيلكوم الروسية بهدف التوصل إلى اتفاق يجنب ”جيزي” خسارة عدم الدخول في منافسة الجيل الثالث والتي تجنبها صراعا تسويقيا حادا تتوقعه جميع الأطراف قد يلحق خسائر بالشركة الأولى في النقال في الجزائر مقابل مزايا تسويقية تحصل عليها شركتا نجمة وموبيليس· وهناك اتجاه لمنح شركتي ”موبيليس” و”نجمة” ترخيصا بتقديم خدمات ”الجيل الثالث” لإعطاء الفرصة للشركتين لتسويق هذه الخدمات التي ترتكز على نقل صورة الفيديو دون بقية خدمات الجيل الثالث التي تشمل النقل السريع للصور والبيانات والبث التليفزيوني والمعلوماتي والخدمات التفاعلية التي تربط بين ”الميديا” والاتصالات· وتوفر هذه الفرصة لشركتي ”موبيليس” و”نجمة” الاحتفاظ بجانب مهم من عملائهما الذين يرغبون في الانتقال إلى شركة أخرى تحت إغراء خدمات الجيل الثالث الكاملة والإغراءات السعرية المنتظر أن يقدمها المتعاملون· إلا أن جيزي أمام عدم إرساء مبادئ المنافسة العادلة بين مختلف الأطراف وإقصائها من خدمات الجيل الثالث قد تخسر قاعدة مشتركين تجاوزت عتبة ال16 مليون مشترك، ولمساعدتها على تحقيق أرباح جيدة والحفاظ على مشتركيها لا بد من إقحامها في المنافسة على ترددات الجيل الثالث ليست على حساب السوق أو المستهلك، والهدف نمو السوق خاصة أن سوق المحمول في الجزائر لم يصل إلى درجة التشبع وهناك فرصة كبيرة أمام الشركات الثلاث للحصول على المزيد من العملاء· وإذا كان الحديث عن معدل تغطية في حدود 40 بالمائة من إجمالي عدد السكان في الجزائر البالغ 35 مليون نسمة، فإن ذلك يعني إمكانية الوصول بعدد المشتركين إلى 34 مليونا أي أن هناك فجوة في السوق وهذا أحد مبررات ارتفاع قيمة الرخصة الثالثة· ومن الضروري مساعدة جيزي في المرحلة الأولى للتشغيل بالسماح لها بتقديم عروض سعرية مخفضة في بداية التشغيل بهدف الحفاظ على قاعدة العملاء وسوف تساعدها خدمات الجيل الثالث في هذا الأمر خاصة أن هناك شريحة واسعة من مستخدمي الهاتف النقال في الجزائر تنتظر هذه الخدمات مثل العاملين في المصارف والبورصات والإعلام· معركة خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال في الجزائر ليست في الحصول على التراخيص أو قيمتها أو النواحي التقنية والتنظيمية لأن كل ذلك يخضع للتفاوض والحوار، ولكن المعركة في السوق والوصول إلى العميل وإقناعه باستخدام هذه الخدمات التي ربما تكون ذات تكلفة مرتفعة نسبيا بالنسبة للسوق الجزائرية خاصة أن هذه السوق تعمل وفق تعريفة أسعار منخفضة نسبيا مقارنة بالأسواق الإقليمية المجاورة· ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين الشركات الثلاث وهذا في صالح السوق والمستهلك لأنه يعني عروضا سعريه مخفضة وبعض الخدمات المجانية وجودة مرتفعة للخدمة·