لاتزال معاناة سكان دوار أوحليمة ببوسماعيل قائمة، جراء افتقادهم لأهم ضروريات الحياة الكريمة ولعل أهمها المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي، مما جعل المياه القذرة تصب في الخلاء مباشرة مشكلة خطرا كبيرا على صحة وسلامة السكان الذين سجلت في أوساطهم العديد من الإصابات بالأمراض الناجمة عن انعدام النظافة وانتشار بعض الميكروبات. وضع مأساوي للغاية تعيشه قرابة الأربعين عائلة بدوار أوحليمة الواقع على نحو ثلاث كيلومترات تقريبا عن مقر بلدية بوسماعيل جراء التهميش والإقصاء الذي طاله طيلة 50 سنة تقريبا، حيث لم يستفد حسب شهادات السكان من أي مشروع تنموي من شأنه أن يبعث الأمل في نفوسهم رغم ما تقدموا به من شكاوى إلى الجهات الوصية التي لم تأخذها حسبهم بعين الاعتبار بدليل بقاء تلك المشاكل عالقة إلى حد الساعة. محدثونا اشتكوا بمرارة كبيرة من مشكل افتقادهم للمياه الصالحة للشرب التي حولت حياتهم إلى رحلة بحث عن أماكن للتزود بها، حيث أصبحوا مضطرين إلى اقتناء صهاريج بمبالغ ليست زهيدة، إذ يصل سعر الصهريج الواحد إلى 600 دج. أما الأخرون منهم فإنهم لم يجدوا بدا غير تسولها من أماكن شتى نظرا لعدم قدرتهم على شراء الصهاريج. والأكيد يقول السكان أن هذا المشكل عادة ما يزداد حدة وتعقيدا خلال فصل الصيف بسبب كثرة الإقبال على استعمال هذه المادة الحيوية التي أصبحت في نظرهم عملة نادرة وحلما بعيد المنال، مازاد من تذمر واستياء سكان دوار أوحليمة الذي تنعدم به كلية التهيئة. استفادة باقي الأحياء والمجمعات السكنية القريبة من مقر سكناهم من المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي التي أصبحت مطلبا استعجاليا بالنسبة لهم، وهذا بالنظر إلى الخطورة الكبيرة التي تشكلها المياه القذرة المتدفقة في الخلاء، خاصة خلال فصل الصيف الذي هو على الأبواب وقد اشتكى بالمناسبة محدثونا من الآثار السلبية الناجمة عن غياب شبكات الصرف الصحي التي تسببت في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضالة التي باتت تتقاسم معهم الحياة، فضلا عن انتشار بعض أنواع الميكروبات التي تسببت في إصابة بعض السكان، لا سيما الأطفال بعدد من الأمراض كالحساسية، الربو وغيرها. السكان الذين صبوا في حديثهم مع «البلاد» جام غضبهم على المسؤولين المحليين الذين لم يحدث وأن زاروهم سوى خلال الحملات الانتخابية، أكدوا استنجادهم بهؤلاء المسؤولين كلما أتيحت لهم الفرصة، بغض النظر عن الشكاوى التي أرسلوها إليهم، غير أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل مما جعلهم يفكرون في الاحتجاج عله يحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه بواسطة الطرق السلمية التي أصبحت لا تجدي نفعا. وفي انتظار تدخل السلطات المحلية لبوسماعيل لرفع الغبن عن سكان دوار أوحليمة، تبقى معاناتهم مع مشكلتي المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي قائمتين إلى إشعار آخر.