قالت صاحبة «دار نونو للنشر والتوزيع» نورة عجال في حديث ل«البلاد»، إن غياب منهجية لكتابة أدب الطفل حال دون تحقيق أهداف الكتابة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، كون المنهجية مهمة من أجل ترسيخ المعنى المراد إيصاله للطفل وتمرير الفكرة بنجاح، بالإضافة إلى إكسابه عددا من المهارات الفكرية واللغوية. وأوضحت المتحدثة أنه في غياب ورشات تهتم بهذا النوع من الأدب؛ يبقى الطفل عرضة لما قد يضر به عن سوء فهم وتقدير لهذه المهمة الخطيرة المنوطة بكتاب يوجهون منتوجهم لصفحات بيضاء تقبل كل ما يُكتب عليها، وذلك على عكس الدول الأخرى التي تولي الطفل اهتمامها الأكبر كونها تعلم أن هذه المرحلة أساسية في بناء الشخصية، لأن الصغار يملكون أجهزة استقبال قوية جدا ترسخ بفضلها كل ما تتلقاه. وأكدت نورة عجال، وهي كاتبة أيضا، على ضرورة الاستفادة من كل ما يرد إلينا من الخارج، مع الانتباه الشديد لما يوجه للطفل وغربلته لأن بعض ما يصلنا يكون مشحوذا بأفكار وسلوكيات لا تخدم مجتمعنا، وإن اعترفنا بتميزهم وقوتهم في الخيال، وهو ما يمنح فرصة أكبر لكتابة المثير من القصص التي تستهوي الطفل وتنشط حاسة التخيل لديه. ومحاولة منها لطرح الجديد في هذا الإطار، فقد عمدت صاحبة الدار إلى كتابة قصص للصغار تتحدث عن الأساطير التي كانت الجزائر مسرحا لها كأسطورة «سيدي فرج» و«سيدي يعقوب»، وغيرهما، موضحة أنها تتحدث عن أولياء صالحين للجزائر بهدف تعريف الصغار بتاريخهم المجيد، وغرس القيم التي نشأ عليها أجدادهم وتربوا بين أحضانها. وعن آخر إصدارات «دار نونو»، تحدثت المؤلفة عن كتاب صدر باللغتين العربية والفرنسية تحت عنوان «أنظر إلى السماء»، يحمل توقيعها، وهو كتاب في علم الفلك موجه للطفل، ويهدف إلى تبسيط المعلومات الفلكية للطفل، وتعريفه بخصائص المجموعة الشمسية. وإلى جانب هذان، قالت السيدة نورة إن هناك سلسلة من كتب تعليم الموسيقى باللغتين العربية والفرنسية فيها طبعة خاصة بالمكفوفين من تأليف عبد الرحمن أمالو، وهو موسيقي جزائري، بالإضافة إلى كتب «ببليوغرافية» للمكفوفين وغيرهم للأدباء الكلاسيكيين الكبار الذين عاشوا بين سنوات 1600 و1700 و1800، وصدر منه الجزء الأول والهدف منه هو التعريف بهؤلاء الأدباء الكبار الذين كان لهم الأثر البالغ في إيصال سحر الكلمة والصورة المعبرة للعالم أجمع.