طالب المخرج الجزائري الشهير أحمد رشدي وزارة الثقافة إلى عدم "الإساءة للمخرجين الجزائريين همالهم أو إقصائهم في مثل هذه التظاهرات الثقافية التي نادرا ما تحتضنها الجزائر عبر تاريخها"، مشيرا إلى "محاولات للإقصاء والتهميش يتعرض لها سينمائيون جزائريون من طرف بعض المشتغلين على القطاع السينمائي بالوزارة". قال راشدي في تصريح ل"البلاد" على هامش الملتقى الدولي للسينما الإفريقية بالجزائر "إن هناك جهات معينة مسؤولة عن الشأن السينمائي وتشتغل بوزارة الثقافة، تحاول عرقلة تقدم ونجاح بعض المخرجين الجزائريين الذين أثبتوا نجاحا في الميدان، مشيرا في ذات الوقت إلى كون عمليات الإقصاء التي يتحدث عنها تمسه شخصيا وتمس بعض الأسماء اللامعة في ميدان السينما بالجزائر. وأكد راشدي أنه لم يستدع للملتقى إلا في ساعات متأخرة من الليلة التي سبقته، كما أنه لم يكن يدري بمسابقة مشروع دعم السينما الإفريقية التي نظمت في تكتم كبير، ناهيك، يضيف المتحدث، عن أن الأعمال السينمائية الجزائرية التي تخصه أو التي تتعلق بمخرجين آخرين غائبة تماما في المهرجان الثقافي الإفريقي ولم تسجل حضورها في العروض المقدمة بالمناسبة. واستنكر صاحب الفيلم التاريخي الأخير "مصطفى بن بولعيد"، من ناحية ثانية، مثل هذه الممارسات التي لا تخدم الفن السينمائي بالجزائر ولا الثقافة، "كما تسيء إلينا كأفارقة بالدرجة الأولى، حيث وجب عينا إبراز أعمالنا الفنية وإيصالها إلى الآخر من خلال هذه المناسبات المهمة التي تحتضن بأرضنا وأمام جمهورنا"، على حد تعبيره. من جهتهم، استغرب بعض المخرجين الجزائريين، ومن بينهم المخرجة نادية شرابي، تأخر الوزارة والجهة المنظمة في إبلاغ المخرجين بالملتقى الدولي من جهة، وعدم استدعائهم أو إشعارهم بالمسابقة التي تدعم الإنتاج الإفريقي بأموال جزائرية، من جهة أخرى، حيث قالت المخرجة المعروفة "إنه من الواجب علينا ترتيب أنفسنا كمسؤولين عن القطاع أولا قبل أن نمضي في مثل هذه المشاريع الضخمة"، مشيرة إلى السلبيات التي من الممكن أن تحملها سلوكيات الإقصاء والتهميش لمخرجينا المحتاجين هم أيضا، تقول شرابي، للدعم المادي والمعنوي من أجل إنجاح أعمالهم وإنتاج أعمال سينمائية في المستوى. يذكر أن وزارة الثقافة قدمت مشروعا سينمائيا ضخما يقضي بدعم الأعمال السينمائية الإفريقية والسينمائيين الأفارقة، وقد اختارت ثماني أسماء بأعمالهم غاب عنها الجزائريون وهو ما أثار حفيظتهم واعتبره بعض من حضر "إساءة إليهم" في الوقت الذي سجل فيه الملتقى السينمائي الدولي، غياب وجوه سينمائية جزائرية معروفة على الساحة الوطنية والدولية