صرح أمس، عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، ردا على سؤال «البلاد»، أن وزير الداخلية وغيره من رجال السلطة سيتعرفون قريبا بما سماه تزويرا طال التشريعيات الماضية، وقال إنهم سيكتبون ذلك في مذكراتهم بعد أن يغادروا مناصب المسؤولية وتبتعد عنهم أضواؤها. وقال جاب الله في ندوة صحفية نظمها بمقر حزبه أمس، «إن ذلك ديدن المسؤولين الجزائريين»، مؤكدا أن أحد المسؤولين على ما سماه بتزوير استحقاقات 1997 تأسف في لقاء جمعهما بعد أن تم إحالته على التقاعد واعترف بإشرافه على التزوير آنذاك واعتذر منه شخصيا، وأكد زعيم جبهة العدالة والتنمية، أنه أخبر هذا الأخير حينها أن الاعتذار لا يكون للسياسيين ولكن للشعب الذي صودرت إرادته، على حد تعبيره. وجاء كلام جاب الله في معرض رده على تصريح وزير الداخلية دحو ولد قابلية الذي وصف أطراف البرلمان الشعبي الذي نصبته أحزاب ما يسمى «الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية» ب«حلبة قردة «، حيث قال جاب الله «إن الجبهة السياسية لن تلتفت لمثل هذه التصريحات وإنها ماضية في نضالها السياسي لأنها تعلم يقينا أن هؤلاء المسؤولين يقرون بكل التهم الموجهة إليهم في جلساتهم الخاصة بعيدا عن الأضواء». وتساءل جاب الله عن اعتبار وزير الداخلية بأن عدم خروج الشعب للاحتجاج على التزوير دليل على عدم حدوثه، قائلا «هل من مصلحة الجزائر أن يخرج الشعب لحرق وتكسير ممتلكاته وهل العنف هو الطريق الوحيد الذي يعبر به الشعب عن رفضه للنتائج؟»!، مؤكدا أن هذا الخيار سيصل إليه الشعب إذا واصلت السلطة إغلاق المجال أمام إرادته في التغيير وإغفال صوت العقلاء. كما كذب المتحدث وقوع تمرد من نوابه بالبرلمان، موضحا أن مبادرة إنشاء كتلة برلمانية مع جبهة التغيير كانت بضوء أخضر من القيادة وبعد استشارتها للتنسيق في المواقف مع القوى المعارضة في البرلمان وخارجه. وقال جاب الله إن الذين رفضوا أن تفرض الجبهة الإسلامية المحلة سنة 1991 حكمها على الأغلبية رغم حصولها على 3 ملايين صوت من بين 13 مليون ناخب، بدعوى أنها أقلية لم نسمع لهم اليوم صوتا رغم أن الأفلان والأرندي مجتمعين لم يحصلا معا سوى على أقل من 2 مليون صوت من مجموع 21 مليون ناخب. وأضاف المتحدث أن العرض الذي تلقاه حزب العدالة والتنمية حديثا من السلطة والمتمثل في إسناده حقيبتين وزارتين يدل على منطق هذه الأخيرة في التعامل مع الأحزاب على أنها أطفال تضربهم وتبكيهم ثم تحاول استرضاءهم بقطعة حلوى على حد تعبيره، مشيرا إلى أنها نجحت في ذلك مع بعض القوى السياسية لكنها لن تنجح مع حزبه.