لاتزال عاصمة الغرب الجزائري وهران تعيش على وقع كم المماطلات والتعسفات التي لم ترد أن تسدل الستار بمختلف مؤسساتها من أكبر قطب إلى أدناه أين بات أبسط الموظفين يعزفون على وتر البيروقراطية، لينتهي الأمر إلى أصغر مراكز البريد بالولاية أين تفتقد المطبوعات وصكوك الإنقاذ ولم يتوف الأمر عند هذا الحد بأغلب المراكز بل تعداه إلى تحديد مبلغ الصرف بمليوني سنتيم لأسباب واهية كتعطل آلة السحب بمجرد تعدي هذا المبلغ. وهو ما أحدث حالة من السخط لدى المواطنين نتيجة تعطل مصالحهم واستنزاف دفاتر شيكاتهم بشكل سريع، حيث إن موظفي سلك التعليم شلا الذين يتلقون راتبا قدره 24000دينارا إنهم يضطرون شهريا إلى استعمال شيكين، وهو ما يشكل مشكلا آخر يتمثل في المدة الزمنية الطويلة التي يتطلبها دفتر صكوك جديد للصدور التي فاقت مؤخرا السبعة أشهر وهو ما يضيف عبد جديدا على كامل المواطنين، حيث أن تحديد مبلغ الصرف ب20 ألف دينار فقط أمر يثير الغيظ من جهتهم موظفو بعض مراكز البريد التي تعرف مثل هذه التصرفات كمركز بئر الجير وسان أنطوان بشارع معسكر بالمدينة الجديدة يعزون هذا التقييد إلى الضغط الذي يخلقه الزبائن لاسيما مع موسم الاصطياف. حيث تشهد محطات البريد إقبالا مكثفا بشكل كبير مع قدوم السياح والمصطافين من مختلف الولايات إلى عاصمة الغرب الجزائري وبذلك يطر موظفو البريد إلى تحديد ثمن الصرف حتى يتسنى لأغلب الزبائن سحب قدر من المال إلا أن هذا النظام لم يحظ برضى المواطنين. من جهة أخرى تثير بعض التجاوزات حزازة لدى مستعملي محطة سان أنطوان أين تخترق صفوف الزبائن من قبل شخصيات قريبة من الموظفين، حيث تقدم لهم الخدمات المالية بكل أريحية وبدون قيود إذ أكدت إحدى شاهدات في مركز بريد سان انطوان بالمدينة الجديدة أنه خلال فترة مكوثها هناك بغية صرف مبلغ مالي لمدة ساعتين كاملتين دون جدوى وذلك بسبب تعطل آلة الصرف، حسب ما زعمه القيمون مر خمسة أشخاص وقاموا بقضاء أشغالهم بكل سهولة في الوقت الذي بقيت فيه صفوف الزبائن تنظر ومنهم من رحل دون استيفاء ماله بسبب هذه المماطلات والبيروقراطية التي نخرت قوام المؤسسات بالولاية فصارت أتفه المعاملات تستوجب محاباة من نوع خاص. يحدث هذا أمام مرأى رؤساء المصالح بمركز البريد المذكور آنفا دون تحريك ساكن هذا دون إغفال كم المسبات والشتائم التي يقع ضحيتها بعض المواطنين الذين يضيقون ذرعا من تصرفات الموظفين وهي سلوكات تحدث نتيجة التشنج الذي يصيب العمال والزبائن على حد سواء جراء الضغط الذي تشهده معظم مراكز البريد في هذه الفترة، إلا أن الإدارة بالمقابل لم تلجأ إلى استحداث طرق جديدة بهدف تسهيل المعاملات المالية. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن مشكلا آخر بات يرهق الوهرانيين يتعلق بالموزع المالي الآلي المنصب بالخارج لاستعمال البطاقات المغناطيسية حيث باتت تعرف أعطابا متكررة يتيح عنها في بعض الأحيان احتباس المبالغ المالية داخل الآلة وبالتالي ضياعها وبذلك تكبد العديد من المواطنين خسائر معتبرة جراء هذه الأعطال. البيروقراطية والمماطلات الإدارية والتعسفات باتت وصمة لمعظم مؤسسات الدولة يقع ضحيتها في البداية والنهاية المواطنون في انتظار إما أن تضع الإدارة العليا برنامجا ما من شأنه الحد من هذه التجاوزات أو أن يتأقلم الوهرانيون مع هذه الحياة ويتقبلوها كما فعلوا مع أشياء أخرى.