- الليبيون يصوتون بكثافة في أول اقتراع منذ انقلاب العقيد القذافي أوضح عضو اللجنة الإعلامية للمجلس الوطني الليبي عادل عيسى الزنتان، أن التنافس في الانتخابات الليبية التي انطلقت أمس، سينحصر بين الإسلاميين من جهة والوطنيين والليبراليين من جهة ثانية. وأشار في حديث إلى صحيفة «الصباح» التونسية إلى أن حزب العدالة والبناء بزعامة محمد صوان، والذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، وأيضا حزب الوطن الذي يتزعمه الرئيس السابق للمجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج من أكبر المتنافسين. ويشير عادل عيسى إلى أنه في مقابل الإسلاميين، تبرز في المنافسة تيارات من الوطنيين والليبراليين، مثل تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل، والذي يبدو أنه يراهن على دعم شريحة واسعة في غرب البلاد حيث الثقل السكاني. وتحدث عادل الزنتان عن بروز حزب الجبهة الوطنية الذي يمثل «الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا» أكبر فصيل ليبي معارض للقذافي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولكن يبقى العنصر الزمني وحده كفيلاً بتوضيح ما خفي من ملفات الانتخابات. وعبر عادل عيسى الزنتان عن أن الشعور بالتفاؤل يطغى على مشاعر الخوف والشكوك في المشهد الليبي، وأن الناخبين ينتظرون هذا ويتطلعون إلى الأفضل. و اعتبر الزنتان أن الانتخابات ستكون شهادة انتصار الثورة وانتهاء عهد الظلم والدكتاتورية، وقال إن الوقت وحده كفيل بالحكم على النتائج. وبدأت أمس، انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا وسط أجواء من الفرح والتفاؤل خصوصا في المناطق الغربية من ليبيا، بينما اختلفت الصورة نسبيا في بعض مناطق الشرق الليبي. ووصف مسؤول حكومي كبير سير عملية الاقتراع بأنها طبيعية. وفتحت صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا بأغلب المناطق الليبية، وبدأ المواطنون يدلون بأصواتهم في جو من الأمل بأن تتمكن هذه الانتخابات من وضع حد لحالة عدم الاستقرار التي تعيشها مناطق عديدة من ليبيا. وأدلى رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بصوته في مكتب انتخابي بالعاصمة طرابلس، وقال إن انتخابات المؤتمر الوطني العام تسير بشكل طبيعي، باستثناء بعض التطورات البسيطة التي يمكن أن تحدث في أي بلد من العالم. ولوحظ إقبال كثيف على صناديق الاقتراع بمدينة طرابلس في جو من الفرح والتفاؤل، بينما كان الإقبال ضعيفا لحد الساعة في مدينة بنغازي بالشرق الليبي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن عناصر الشرطة وجنودا من الجيش الليبي يحرسون مراكز الاقتراع، ويفتشون الناخبين والعاملين في الانتخابات. ولوَّح بعض الليبيين بعلامة النصر عند دخولهم المراكز للإدلاء بأصواتهم، بينما أطلق السائقون أبواق سياراتهم تحية للمقترعين، وهتف البعض الآخر «الله أكبر» من نوافذ سياراتهم. من ناحية أخرى، سجل للمشاركة في هذه الانتخابات نحو ثلاثة ملايين ليبي لاختيار 200 مرشح لعضوية المؤتمر الوطني العام، كما يترشح له أكثر من ثلاثة آلاف مترشح بينهم أكثر من 2500 مرشح مستقل، والباقي يتبع لأكثر من ثلاثمائة كيان سياسي ترشح لهذه الانتخابات الحاسمة في تاريخ ليبيا. وحضر عدد من المراقبين العرب وغير العرب انطلاق العملية في عدد من مراكز مدينة طرابلس. وقال أحد المراقبين العرب وهو المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان محمد راضي، إن العملية تجري حتى الآن في جو جيد على الأقل في المراكز التي عاينها وفد المنظمة.