شرعت السلطات المحلية بعنابة بداية الأسبوع الجاري، في ترحيل عدد من العائلات القاطنة بالبنايات المهدّدة بالسقوط. حيث سبق انهيارها بحي سيبوس الشعبي إلى سكنات لائقة بحي بلعيد بلقاسم تتوفر على كل الهياكل القاعدية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية من محلات لمختلف النشطات التجارية وفضاءات عمومية للترفيه وكذا مساحات خضراء، وقد سخرت لهذه العملية مصالح بلدية عنابة كل الإمكانيات اللازمة. ومن المقرر أن تتواصل عملية الترحيل في ظل الفرق الكبير بين العدد الهائل للسكنات المهددة بالانهيار بمختلف شوارع أحياء القطاع الحضري الأول والسكنات الممنوحة ذكر رئيس القطاع الحضري الأول لبلدية عنابة الذي اضطر لقطع عطلته السنوية للإشراف على عملية ترحيل الفوج المشكل من 21عائلة، أن السلطات البلدية جندت لهذه العملية كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة، حيث وضعت آلية تدخل قصد التكفل بالعائلات خلال عملية إعادة الإسكان من بينها تجنيد شاحنات وحافلة لضمان السير الحسن للعملية والسماح بنقل العائلات من البناية الهشة إلى سكناتها الجديدة في ظروف جيدة، إضافة إلى ذلك أكد عبد الكريم نسيبي تجنيد فرق خاصة من أعوان الأمن والحماية المدنية من بينهم طبيبان وتجهيزهما بكافة وسائل التدخل السريع اللازمة بما فيها سيارات إسعاف زيادة على وسائل نجدة أخرى تم وضعها لهذا الغرض. وحسب نفس المصدر، فإن الشطر الآخر سيوزع في غضون الأيام القادمة في إطار القضاء على الأكواخ والبيوت القصديرية المنتشرة عبر البلدية، وخاصة بأحياء الإقليم الإداري للقطاع الأول لتستغل أرضية السكنات التي تم تهديمها في مشروع سكني آخر، مؤكدا أن عملية تطهير المنطقة تحصي حاليا إعادة إسكان 25 عائلة كانت إلى وقت قريب مدرجة في خانة ''المنكوبين''. وفي سياق آخر قامت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري بفتح مكاتب توجيه على مستوى المواقع المستقبلة مهمتها تسهيل انتقال العائلات إلى مساكنها الجديدة والتكفل بكافة انشغالاتها بما فيها التسجيلات القادمة لتمدرس الأطفال. وقد تم تشكيل لجنة تحقيق تحت إشراف الوالي كانت مهمتها تقصي أوضاع المرشحين للاستفادة والوقوف على ظروف إقامتهم ودراسة ملفاتهم، وقد راعت اللجنة، التي شاركت في عضويتها لجان الأحياء عددا من الشروط كان من بينها أن يكون المرشحون للاستفادة من سكان المنطقة الأصليين وليس من النازحين إليها مؤخرا.الملاحظ أن نتائج عملية التحقيق نالت رضا سكان المقاطعة الإدارية ولم تسجل أي حالة احتجاج، لأن المستفيدين يمثلون عائلات معوزة معروفة في المنطقة. وقد وقفنا على عدة حالات لعائلات تم انتشالها من ظروف سكنية مزرية، وعبّرت لنا هذه العائلات عن فرحة عارمة بعد سنوات طويلة من الانتظار والمعاناة، معبّرين عن شكرهم لمصالح البلدية والدائرة التي اعتمدت مقاييس قانونية شفافة وقطعت الطريق على الانتهازيين و''المنكوبين المزيفين''.