تجد الولاياتالمتحدة نفسها أمام خيار استراتيجي وحيد لا يزال متاحا أمامها بعد الفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن بشأن سوريا، ويتمثل بتعزيز دعمها لمسلحي المعارضة لكن خارج إطار الأممالمتحدة، وفق بعض الخبراء الذين لا يستبعدون تدخلا عسكريا أمريكيا. ورغم تصاعد حدة النزاع في سوريا، استخدمت روسيا والصين الخميس الماضي “حقهما” في النقض للمرة الثالثة لعرقلة صدور قرار في مجلس الأمن يهدد دمشق بعقوبات. وتعبيرا عن استيائها، وعدت واشنطن بالتحرك “خارج” إطار الأممالمتحدة لدعم قوات المعارضة المسلحة ومحاولة وضع حد للحرب الأهلية. واعتبر الباحث المتخصص في الملف السوري في مركز بروكينغز للأبحاث سلمان شيخ أن على الولاياتالمتحدة “اتخاذ قرار واضح الآن.. هل تدعمون المعارضة المسلحة أم أنكم ستسمحون بهزيمتهم؟”. وفي الأثناء، جدد السفير الروسي في فرنسا ألكسندر أورلوف أمس، تأكيده على أنه “من الصعب تصور أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يبقى في الحكم”، معتبرا أنه يتعين تنظيم رحيله “بطريقة حضارية”، كما تم أثناء العملية الانتقالية في اليمن. ويأتي هذا التأكيد من سفير روسيا، حليفة نظام الأسد، رغم مسارعة دمشق عبر وزيرها للإعلام لنفي الخبر الأول، الذي أعلنه السفير أورلوف قبل أيام لإذاعة “أر أف إي” الفرنسية. وقال السفير في تصريحات جديد لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية “صحيح أنه من الصعب تصور أنه سيبقى.. سيرحل وأعتقد أنه هو نفسه يدرك ذلك، لكن يجب تنظيم الأمر بطريقة حضارية كما جرى في اليمن مثلا”، مضيفا “خلافا لما حدث في ليبيا حيث كان القذافي رجلا وحيدا، في سوريا هناك نظام بعثي قائم منذ عقود.. وبوجود الأسد أو بدونه سيصمد النظام”. وأكد السفير الروسي، على موقف بلاده التي تؤكد أن مصير الرئيس بشار الأسد لا يقرره إلا الشعب السوري بعيدا عن أي تدخل أجنبي، بعكس ما ترى دول غربية تدعو لرحيله. وكرر السفير أن “الشعب السوري هو من يتعين عليه أن يقرر مستقبله”، مؤكدا أن “هناك في الداخل معارضة مستعدة للتفاوض مع الرئيس الحالي”. من ناحية أخرى، أعلن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في مدينة حلب حالة النفير العام، ودعا كافة عناصره إلى الالتحاق فورا بالتزامن مع بدء ما أطلق عليها اسم عملية “حلب الشهباء” لتحرير حاضرة الشهباء. وأعلن المجلس العسكري أيضاً أن معظم المناطق الموجودة في ريف حلب تم تحريرها وسيتم التحرك باتجاه حلب المدينة. وقالت مصادر في الجيش الحر إن كتائب تابعة له تمكنت من السيطرة على منطقتي طريق الباب والصاخور في حلب. وفي تطور سياسي آخر، كشف المعارض السوري هيثم منّاع أنه رفض عرضا لقيادة حكومة انتقالية في سوريا بالمرحلة المقبلة قدمته إليه جهات بالنظام السوري إضافة لأطراف دولية أخرى. وقال منّاع المقيم في الضاحية الجنوبية بباريس في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول إن ضباطا من الجيش السوري وأطرافا دولية لم يسمها عرضت عليه قيادة البلاد بالمرحلة المقبلة. وأوضح أن هذه الأطراف بررت عرضها بأنه شخصية لديها قبول لدى المعارضة السورية وبعض أركان النظام الحالي الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري.