على خلفية تواطؤ كثير منهم ضد الحزب في التشريعيات لجنة الترشيحات تتشكل من أعضاء مكاتب المحافظات والنواب وأعضاء اللجنة المركزية يعتزم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، تقليص صلاحيات أمناء المحافظات في إعداد القوائم الانتخابية الخاصة بالمحليات، من خلال إيفاد مشرف يترأس لجنة الترشيحات، وهذا بعد أن وصل لمسامع بلخادم أن المحافظين يتوعدون ببسط منطقهم في المحليات. وذكر مقربون ل«البلاد» أن الأمين العام للأفلان، أسرّ لهم أنه سيقطع الطريق أمام أمناء المحافظات في بسط نفوذهم في إعداد القوائم الانتخابية، وهو التقليد المعروف في الحزب العتيد، حيث إن جميع انتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية السابقة، كان أمين المحافظة له سلطة التصرف في دراسة ملفات المترشحين وترتيبهم في القوائم الانتخابية، وإن كان يتم إشراك أعضاء مكاتب المحافظات بشكل «صوري». وذكر مصدر «البلاد» أن بلخادم سيكشف خلال انعقاد الجامعة الصيفية للأفلان يوم 11 سبتمبر المقبل بتيبازة، عن الطريقة التي سيتم عبرها دراسة ملفات المرشحين للانتخابات المحلية والمقررة بين 18 و25 أكتوبر المقبل، حيث سيعلن عن تشكيل على مستوى كل محافظة لجنة مختلطة تتكون من أعضاء اللجنة المركزية ونواب البرلمان بغرفتيه وأعضاء مكتب المحافظة، تشرف على دراسة وغربلة ملفات الترشح. كما ستكون عملية الترتيب داخل القائمة عن طريق التنقيط والانتخاب بحساب الأقدمية والمستوى العلمي وإنجازات المترشح سواء على مستوى الحزب أو المجالس المنتخبة في العهدات السابقة، وهي نفس الطريقة التي اعتمدت في دراسة ملفات الترشح على مستوى المكتب السياسي خلال الانتخابات التشريعية السابقة. ورغم أن الأمين العام للأفلان يدرك جيدا أن قرار تشكيل لجان الترشيحات على مستوى المحافظات، سيلقى معارضة ورفض كبيرين من قبل أمناء المحافظات لتعودهم في السابق على استغلال الانتخابات المحلية ل «البزنسة» مع أصحاب «الشكارة»، وتصفية الحسابات مع المعارضين من خلال إقصائهم، وإعداد قوائم تتماشى مع رغبات المحافظين، غير أن بلخادم مصر على تقليص صلاحيات أمناء المحافظات، خاصة أن العديد منهم لايزالون يرغبون في رحيل بلخادم بعد أن قطع عليهم الطريق في الترشح للتشريعيات القادمة. كما أن بلخادم يدري جيدا أن المحافظين سيقدمون على إعداد قوائم على حسب «مقاسهم» بترشيح المقربين منهم وذلك لقرب انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة في 29 ديسمبر المقبل، خاصة أن غالبية المحافظين يرغبون في الترشح في المحليات تمهيدا للترشح إلى منصب «السيناتور». من جهة أخرى، فإن التقارير التي وصلت للأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، حول سير الحملة الانتخابية الخاصة بتشريعيات 10 ماي السابقة، كشفت عن رفض العديد من أمناء المحافظات خوض حملة لصالح الحزب، بالإضافة إلى قيامهم بغلق مقرات الحزب، كما حدث في قسنطينة، البليدة، غليزان وتيارت على سبيل المثال، ما جعل بلخادم يفكر في «معاقبتهم» من خلال تقليص صلاحياتهم في إعداد القوائم الانتخابية المحلية وقطع عليهم الطريق في زيادة نفوذهم وسط المناضلين.