في هذا المقال نورد شهادات حية رفضت الاستسلام لواقعها المرير، و آمنت بأن الخطأ من طبع الإنسان ،و لكن الاعتراف به يبقى فضيلة ، هم ضحايا أخطاء طبية طرقوا كل الأبواب و حملوا قضيتهم إلى كل المنابر، فكانت "الجزائرالجديدة" واحدة ممّن طرقوا بابها ففتحته لهم بصدر رحب ، ففتحوا لها قلوبهم و أسروا لها بمرارة بكل ما يختلج صدورهم ، و لم يتوانوا دقيقة واحدة في نبش جروح تجاهلها القانون و دفنها الظالمون . أطباء حوّلوا عين حسين إلى حقل تجارب إلى أن فقد نعمة البصر هو شاب في مقتبل العمر اسمه "تينيني حسين " ، لا يزيد عمره عن21 ربيعا ،و يا له من عمر !هو عمر الزهور ،الأمل ،الطيش ،الإرادة و حتى الحلم بغد أفضل و بناء مستقبل زاهر ،كل هذه المصطلحات قد ترتبط بكل شخص في مثل سن حسين ، أما حسين بنفسه فلا .. لسنا نحن من قرر أن يقتل كل هذه المشاعر الجياشة و يكسر هفوات سن العشرين ، و يضع للأمل حدودا ويقول للحياة قفي عن إيذائي و طمس أحلامي ،لسنا نحنا من يملك الجرأة على أن يفعل هذا بشاب و يفقده بصره في سبع عمليات متتالية و هو في عمر الزهور، منطق لا يقبله العقل و لكن مارسه الأطباء الجزائريون في عين حسين التي حولوها بأنفسهم إلى حقل تجارب ، و النتيجة فقدانه لبصره و العيش في الظلام مدى العمر .أتى إلينا برفقة والده الذي أنهكه التعب وتمزق قلبه ألما كلما رأى فلذة كبده يصارع مستقبله المجهول ، بسيط في كلامه و في أحلامه ،أب بكي بحرقة على ابنه ...كم كان الموقف مؤثرا ، فبأي رب تؤمنون ؟ من أي طين خلقتم ؟ أأنتم فعلا بشر ؟أملك الجرأة لقتل من قتل روح الحياة في ابني ... هي كلمات نطق بها ذلك الوالد العامل البسيط ، فكان همّه الوحيد و شغله الشاغل ، كيف سيكون مستقبل ابنه من دون نعمة البصر ؟بكي الأب على مصاب ابنه ..ومعها جفت أقلامنا ، و صار التعبير عن المأساة من سابع المستحيلات ، لأن الإنسانية تتفوق دائما و أبدا فلماذا لم يحدث ذلك مع حسين؟ يصمت الوالد برهة ليقول بقلب اعتصره الألم : لا حياء كنت مضطرا لأن أمد يدي للمحسنين في المساجد حتى أجمع المال و يجري إبني العملية في فرنسا ، و كل ذلك يهون أمامي حتى و إن تمسكت بالعفة طول حياتي ، و كلي أمل في أن يستعيد فلذة كبدي نعمة البصر لكنه فقدها بلا رجعة ، هذه الكلمات حرّكت أحاسيس الفتى فأراد الخروج من قاعة الاستقبال لكننا استوقفناه كي يحفظ لوالده دائما خيره و إحسانه ، حتى وان اعتبر الأب فعله واجبا ملقى على عاتقه لا أقل ولا أكثر . يضيف الوالد قائلا عن ابنه ، أنه كان يمارس حياته بشكل عادي غير أنه كان يعاني من ضعف البصر ، و لكن ذلك لم يمنعه من الدراسة و ممارسة كل النشاطات التي يحبها ، و في ذات يوم أحس بألم في عينه اليسرى ، فاصطحبه والده إلى طبيب العيون الذي اشترط عليهم مبلغ 15 مليون سنتيم ، هو مبلغ كبير لعامل بسيط يعمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش لأبنائه ، هذا السبب دفع بالوالد لاصطحاب الابن إلى مستشفى مصطفى باشا ، و بعد أسبوع أجريت العملية لحسين فكانت البداية لسبع عمليات والثامنة أجراها في فرنسا ، هذه العمليات كان السبب فيها خطأ طبي و تليها العمليات الأخرى من أجل إصلاح الخطأ ، و كانت إحدى العمليات بسبب نزع "قطعة إسفنج "نسيها الطبيب في عين حسين، و هكذا إلى غاية وضع "السيليكون" في عينه و كان وقتها يبصر ،إلى أن نصحه الطبيب بإعادة نزع "السيليكون" ليتفاجأ حسين بفقدانه للبصر و هل من نعمة تضاهي البصر !هي نعمة افتقدها شاب في ريا عين شبابه ، بعدما أضحت عيناه في أيدي أطباء افتقدوا لضمائرهم . لم يكن على حسين تقبل ذلك بسهولة ..و ليس من السهل لأي واحد منا ذلك ، لكن قوة الإيمان لا تضاهيها أي قوة ، وصار حسين يكره كل شيء اسمه الطب و المستشفى ، لم يستطع أن يحتمل ويجلس في مكانه حينما زارنا هو و والده في مقر الجريدة ،و بدأ والده يسرد لنا معاناته وهو يرى ابنه هكذا ، و كذا كيف له أن يسدد الديون التي أغرقته و بالخصوص التي استدانتها ليجري ولده العملية في فرنسا ، ولكن البساطة و الإيمان كفيلة لتحول معاناة حسين إلى أمل بغد أفضل و التشبع بروح الإيمان و الرضا بقضاء الله و قدره ، لكن والد حسين مصر على أن يتحمل من أخطئوا في حق ابنه المسؤولية و يدفعوا الثمن ، و تساءل في سياق حديثه عن الضمير الذي يحكم هؤلاء، و كيف لهم لأن ينعموا براحة البال ، و قد أفقدوا شابا بصره ،أو ليس لهم فلذات أكباد يحترقون عليها ..ألف آه و آه تلفظ بها الأب ..لكنها لم تلق من يستجيب لها . من كسر في رجل "لحسن " إلى إهمال أدخله دوامة الأمراض المستعصية هي حلقة أخرى من مسلسل الإهمال الطبي أو الأخطاء الطبية سمّوها كما تشاءون ، قصة لحسن بدأت عندما تعرض لكسر إثر سقوطه من السلم كونه يعمل في ورشة بناء ، و نقل على جناح السرعة إلى مستشفى الدويرة ، هناك تبين أنه يعاني من كسر في يده و رجله و بقي تحت المراقبة لمدة 24 ساعة ، و لكن بسبب الإضراب الذي شنه الأطباء في تلك الفترة بقي 36 ساعة في المستشفى ، و في اليوم الموالي جاء ثلاث ممرضين و قاموا بوضع الجبس على يده ، ثم قاموا بثقب ركبته و إدخال عمود حديدي يثبت في الميزان لتلتئم رجله ،لكن بعدها ضهرت عليه أعراض الحمى و صعوبة في التنفس ، و بعد مرور 11يوما أكد لحسن أنه لم ير الطبيبة قط ، بعدها قال له رئيس المصلحة أنه سيخرج من المستشفى دون أن تراعى صحته المتدهورة ،إذ أنه كان يعاني من صعوبة في التنفس و حمى و تشقق في اللسان ، هذا الوضع دفعه للذهاب إلى عيادة خاصة اضطر لدخولها ، فأخبروه أن لديه مشكل في الرئة لتبدأ حكاية أخرى و مرض آخر و علاج آخر و أكيد مصاريف كثيرة أخرى ، و أصيب فيما بعد بانتفاخ في كامل جسمه الذي لم يظن أبدا أن سببه إصابته بالقصور الكلوي ،كل هذه الأمراض كان سببها الميكروب الموجود في العمود الحديدي غير المعقم ، الذي وضعه ممرضون في رجل لحسن ، يا له من إهمال و تسيب غير مبرر ،وهو ما قال عنه لحسن أنه لا يغتفر و لكنه لن يدخل معهم في صراعات قضائية ، فهو مريض و لا يملك الإمكانيات للعلاج و ما بالك بالمتابعات القضائية و لكنه سلم أمره لله ، ويأمل في أن لا يتكرر نفس السيناريو الأليم مع غيره من المرضى مثلما حدث معه و جعله يدفع الثمن باهظا بعدما كان ينعم بصحة بدنه خاصة و أنه كان لا يتخلى عن ممارسة الرياضة ، و قد تحصل على المرتبة الثانية في سباق للماراطون شارك فيه في وقت مضى ، ليتحول اليوم إلى عاجز حتى على الوقوف بسبب الإهمال الطبي .
نسيان ضمادة بطول 51 سم كلف "حورية" استئصال رحمها لم يكن زوجها الذي قدم إلينا ،يستطيع أن يعبر عن معاناة زوجته في بضع كلمات ، وفي حديثه عبّر بألم عن ما تقاسيه زوجته " حورية " التي تذوقت الأمرّين في مقتبل عمرها ، يقول الزوج تغيرت حياة حورية صاحبة 26 سنة بعد عملية قيصرية و تبين فيما بعد أن الطبيب نسي ضمادة في أحشائها و تعفنت بعدها ، و هو ما أدى بها بعد محاولات العلاج إلى استئصال رحمها بشكل كلي و حرمانها من الولادة من جديد ، ما خلق لها اضطرابات نفسية كونها فقدت الإحساس بالأمومة و كم هو صعب بالنسبة لامرأة أن تحرم من أنوثتها و حقها في أن تصبح أما لعديد من الأبناء ينوّرون عليها حياتها . و روى لنا زوجها الذي أحسسنا و نحن نتبادل معه أطراف الحديث أنه يتألم كثيرا لحالها ، كونها زوجته و بدا من عينيه و هو يتحدث عنها أنه يحبها و يقدرها ،و لها أن تفرح كون زوجها وقف إلى جانبها و هي في أحلك الظروف و أمثاله قليلون في زماننا ، نحن نحييه على هذا الحب و الوفاء و التفهم الذي حظيت به زوجته ، و روى لنا الزوج أنه لما قدمت زوجته لإجراء العملية و نزع الضمادة قدم الطبيب الأوروبي الجنسية في موعده وهذا في حدود الساعة 08 صباحا ، و بقي ينتظر موعد العملية بروح مسؤولة ، لتصل في هذا الوقت الممرضة الجزائرية التي تقدم حقنة التخدير لزوجته بعدما انتظرها الأروبي الذي سيجري العملية لساعتين من الزمن ، فيا له من منطق ! إنه جزائري بامتياز. طالب سنة خامسة طب طبق دروسه النظرية على قاصر فشوّه ذراعه
الصور التي تشاهدون حقيقية و ليست مفبركة ، و إلى حد كتابة هذه الأسطر لم تفصل العدالة في القضية التي رفعها أهل "حسن" صاحب 15 سنة ، ضد الطبيبة التي وضعت له الجبس بطريقة اعوجت بسببها يده ، وهو ما لم يسمح للدم بالمرور إلى أصابع يده و تسبب له بتعفن ذراعه و أصابع يده ، ما جعل الطبيبة تقوم بنزع لحم من جسد الطفل ووضعها في يده و لكنها لم تلتحم ، و من ثم إدخالها وسط أمعائه لتلتحم ،و قام بمساعدة الطبيبة طالب في السنة الخامسة تخصص طب ، و هو ما يؤكد أن بعض الأطباء يتعلمون على المرضى ، فأين ضميرهم المهني و الإنساني ، فالصور التي تشاهدون لا تحتاج إلى المزيد من التعليق و نترك لكم الحكم . طبيبة في التوليد تحرم سيدة من حلم أمومتها لتوأمين إن عجز البعض من ضحايا الأخطاء الطبية أو رفض فكرة دخول أروقة القضاء من أساسها ، فإن البعض الآخر كانت العدالة ملجأه الوحيد ، الذي قد يرد له و لو القليل من حقه المسلوب ، من أمثلة ذلك نذكر قضية طبيبة بمستشفى دلس تسببت في وفاة توأمين أثناء الولادة ، و قد كيفت محكمة بومرداس قضيتها من جنحة إلى جناية وأحالت ملفها على محكمة الجنايات بمجلس القضاء ، الذي تابعها بجناية عدم إمداد يد المساعدة لمريض في حالة خطر، و قد انطلقت القضية بشكوى رفعتها الضحية لدى مصالح الأمن ضد طبيبة بمستشفى دلس ، مفادها أنها في يوم الواقعة توجهت إلى المستشفى من أجل وضع مولودها بعدما أحسّت بآلام المخاض و كانت على وشك الولادة ، لكن ما حدث أن الطبيبة المناوبة في تلك الليلة ، و هي المتهمة عاينت المريضة و رغم تأكيدها من كونها في خطر بسبب النزيف ، إلا أنها لم تتصرف في إمداد يد المساعدة لها في الولادة ، و اكتفت بتوجيهها لمستشفى تيزي وزو من دون أن تكلّف نفسها توفير سيارة إسعاف لنقلها على وجه السرعة ، ما أدى إلى إلحاق الضرر بحالة المريضة و تسبب في وفاة التوأمين مباشرة بعد الوضع حسب التقرير الطبي الذي جاء به الطبيب المعاين في مستشفى تيزي وزو .و لدى مثول المتهمة أمام هيئة المحكمة أنكرت التهمة المنسوبة إليها، مؤكدة أن الضحية لم تكن في حالة الولادة .
رئيس لجنة ضحايا الأخطاء الطبية يؤكد : "ضحايا الأخطاء الطبية تحولوا إلى ضحايا العدالة " أكد رئيس اللجنة الوطنية لضحايا الأخطاء الطبية محي الدين أبو بكر ل"الجزائرالجديدة " ،أن هؤلاء الضحايا المنتمين إلى اللجنة التي يرأسها ، تحولوا إلى ضحايا العدالة ،وهذا للتجاوزات التي تحدث ضدهم ، بحيث أن الأطباء محميون من جهات عليا ،و الثمن دائما يدفعه المواطن البسيط فما باليد حيلة يفعلها أمام العدد الكبير من المحامين الذين توكلهم المستشفيات للطبيب ، و تساءل المتحدث عن دور مجلس أخلاقيات الطب الذي تحول إلى مركز للإحصاء و فقط ، من دون أن يتحرك للقيام بخطوة ملموسة من أجل هذه الفئة التي تصر السلطات على وضعها في خانة النسيان ، و تجاهلها وطمسها ، و قال المتحدث أن الأخطاء الطبية تقع يوميا في مستشفياتنا من دون أن ينصف المريض ، وقد حان الوقت للاعتراف بهذه الفئة و النظر إلى متطلباتها و ليس لأموال الدنيا أن تعوض هؤلاء صحتهم التي فقدوها ، نتيجة الإهمال و التسيب الذي طال مستشفياتنا و أصبح مثل المرض الخبيث الذي ينخر في الجسد حتى الموت ، ولكن هذا لا يمنع من وجود أطباء يتمتعون بحس مهني و رح إنسانية عالية و لهم كل التقدير و لكن ما يحدث يوميا جراء هذه الأخطاء أو الجرائم التي تحدث في مستشفياتنا و على يد أطباء أدّوا القسم من أجل خدمة نبيلة ونزيهة اسمها الطب .
بلوغهم 1500 ضحية دفعهم للاعتصام أمام رئاسة الجمهورية تشير إحصائيات منظمة غير رسمية في الجزائر إلى أن عدد الضحايا الذين رفعوا شكاوى لتأثرهم من الخطأ الطبي بلغ 1500 شخص ، هذا العام إلا أن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر بكثير من ذلك. وتبقى كثير من الأخطاء الطبية طي الكتمان، ويتمّ التعتيم عليها بشكل أو بآخر، كما أنّ العديد من الضحايا يتحولون بقدرة قادر إلى متهمين، إذا ما ثاروا على الأطباء والممرضين.وأمام هذا العدد الهائل قرر ضحايا الأخطاء الطبية من مختلف ولايات الوطن الاعتصام مؤخرا أمام رئاسة الجمهورية، للمطالبة بإجراءات وقوانين من شأنها التكفل بهم، وتعويضهم عن الإصابات والأضرار، التي لحقتهم في المستشفيات والعيادات الخاصة . وفي هذا الإطار أكد ممثل عن الضحايا "السيد محيي الدين أبو بكر" ، أن هذا الاعتصام جاء بعد تجاهل وزارة الصحة لمطالب الضحايا، وانحياز المحاكم للأطباء في أغلبية القضايا ، وأضاف أن المعتصمين توجهوا من خلال هذا الاعتصام برسالة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قصد التدخل لإنصافهم في ظل الظلم الذي تعرضوا له، وهذا عن طريق تأسيس لجنة وطنية مستقلة تتكفل بهم و ترافع عن مطالبهم، بالإضافة إلى مطالبة وزير العدل بضرورة إصدار تعليمة للقضاة تلزمهم بأخذ شكاوى ضحايا الأخطاء الطبية بعين الاعتبار ، خاصة و أن العديد منهم أصيبوا بضغوطات نفسية جراء عدم إنصافهم من طرف بعض القضاة .
الخطأ الطبي بين الشرع و القانون إن صحة البدن وسلامته من أفضل النعم التي وهبها الله للإنسان وتفضل بها عليه،وهي من أهم الحقوق التي يتمتع بها الفرد، و مصلحة محمية بمقتضى الشرع و القانون،حيث اعتبرت المحافظة على سلامة الجسم بعلاجه ودرء مفاسد الأسقام عنه،من الضرورياتالتي يتعين المحافظة عليها . وعلى الرغم من كون مهنة الطب من أهم المهنالإنسانية، فهي تفرض على الطبيب واجباً أخلاقياً وقانونياً، وتستوجب عليه القيامبأقصى الجهود، وبذل العناية اللازمة لمعالجة المريض.غير أن الطبيب و هو بصددمباشرة مهنته سواء بعلاج المريض أو بإجراء عملية جراحية له، إنما يأتي أعمالا قدتمس بسلامة جسمه أو تؤثر على صحته، أو تجعل حداً لحياته، بسبب خطأٍ في تشخيص المرض،أو بسبب خطأ في وصف الدواء، أو بسبب خطأ في التدخل الجراحي،الأمر الذي يستدعيمساءلته عندما يخل بالتزاماته المهنية.
و جاء عن الرسول (ص) قوله : تداووا فإن الله لم يضع داء إلاّ وضع له دواء كما جاء بالحديث النبوي : "من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فأصاب نفسا فما دونها فهو ضامن " وعلى كل حال كان الطبيب لا يسأل عند العرب، إلاّ إذا كان الخطأ المرتكب مما لا يقع به طبب وهو ما ينتج عن الجهل أو الخطأ الفاحش .
و إن تحدثنا عن القانون الجزائري و أردنا معرفة ماهية الطبي ، فهو ذلك الخطأ الذي لا تقره أصول الطب ولا يقره أهل العلم والفن من ذوي الاختصاص». فجوهر الخطأ هو إخلال بواجبات اليقظة والحذر. ونص المشرع الجزائري في المادة 239 من قانون حماية الصحة وترقيتها على مايلي : " يتابع طبقا لأحكام المادتين 288 و 289 من قانون العقوبات أي طبيب... على كل تقصير أو خطأ مهني يرتكبه خلال ممارسته مهامه أو بمناسبة القيام بها، ويلحق ضررا بالسلامة البد نية لأحد الأشخاص أو بصحته ، وبالتالي من خلال هذا النص نجد أن المشرع قد رتب مسؤولية جزائية في جانب الطبيب عن كل تقصير أو خطأ مهني يلحق ضررا بالمريض وفقا لأحكام قانون العقوبات على أساس جريمتي القتل الخطأ أو الجرح الخطأ. وتقوم مسؤولية الطبيب الجزائية عند ارتكابه لأفعال تكون جنحة أو مخالفة لقانون العقوبات أو القوانين المتعلقة بتنظيم مهنة الطب، وتكون عقوباتها الحبس أو الغرامة، وهنا نركز على الجرائم الغير العمدية، والتي تتمثل في جنحتي القتل الخطأ والجرح الخطأ . ويتمثل الركن الشرعي لهما في المادتين 288 و 289 من قانون العقوبات، واللتان تختلفان عن بعضهما في جسامة النتيجة المتسببة في جسامة النشاط الإجرامي . والمشرع أحدث هيئة جديدة مهمتها إبراز الأخطاء الطبية في حالة وجود صعوبة في تحديدها تتمثل في (المجلس الوطني لأخلاقيات الطب) بموجب المادة 168 من قانون حماية الصحة وترقيتها المعدلة. ولهذا المجلس ثلاث مهام أساسية هي: التوجيه، التأديب والاستشارة التقنية، وهذه الأخيرة تتمثل في مهمة تحديد وإبراز الأخطاء المهنية الطبية عندما تطرح دعاوى المسؤولية الطبية. في هذه المسألة تلجأ المحاكم أساسا إلى المجلس الطبي من أجل أن يقدم لها الرؤية العلمية للمسألة المطروحة في النقاش، ويتم تنوير القاضي بالمسائل التي تحتاج إلى توضيح الخطأ الطبي اعتمادا على معطيات علمية ليصل إلى إثبات أو نفي المسؤولية الطبية.
رسالة إلى من يحمل أسمى الرسائل
في آخر مقالنا لا يسعنا إلا التوجه برسالة تحمل في طياتها النصح و الًإرشاد ، أكثر من عبارات اللوم و توجيه أصابع الاتهام ، نريد أن نبعثها على جناح السرعة إلى كل من يحمل أنبل الرسائل ، إلى كل طبيب يأمل مريضه الشفاء على يديه ، لا مضاعفة علله و أسقامه ، إلى كل الأطباء نقول : لقد اخترتم مهنة إنسانية لا تجارية ، فحافظوا عليها و أدوّها بضمير حي ، لا يعرف الراحة حتى ولو تسبب بجرح بسيط لمريض عن غير قصد ، عليكم أن تبذلوا قصارى جهدكم بلا حساب ، و أن تراعوا أخلاقيات مهنتكم النبيلة و تضعوها نصب أعينكم ، فقد وثق فيكم مرضاكم و منحوكم صحتهم و إن عرفت بعض السقم ، فلا تجعلوها تجارة قابلة للكسد و الإلقاء بها جانبا حينما تفقد قيمتها ، فالصحة أجمل نعمة يمنحها الإله لعبده ، فلا تتهاونوا في التصرف فيها و أجعلوها مقدسة ، فهي أقدس عند صاحبها و هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى . أنيسة.ب/مريم,و