انطلقت أول أمس الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم العربي في لاهاي، والتي تستمر إلى غاية 30 من الشهر الجاري، في قاعة "فيلمهاوس دنهاخ" وسط المدينة. وتتميز هذه الدورة بمشاركة مجموعة من الأفلام الروائية والقصيرة والوثائقية، أنتجت خلال السنوات الأخيرة من 2007 إلى 2009 وتمثل السينما العربية والسينما الأوربية المهتمة بالعرب أو قضايا الجاليات العربية المقيمة في أوربا، كما تساهم في معالجة عدد من القضايا الراهنة من أهمها، حقوق النساء، وحقوق الأقليات، وحوار الثقافات، وهي المحاور الثلاثة التي اختارها المنظمون للنقاش خلال الدورة الحالية. كما تعرف هذه الدورة حضور عدد من مخرجي الأفلام المشاركة للإجابة على أسئلة الجمهور. و فيما سبق، شهد افتتاح المهرجان حفل استقبال على شرف عدد من السينمائيين العرب والأوربيين، حضره دبلوماسيون وشخصيات عامة معروفة في لاهاي. أما عن البرنامج فستعرض أربعة أفلام قصيرة تتمثل في فيلم "الجمعة مساء " لمخرجه أندري بينابل من هولندا، ويروي قصة مجموعة من الشباب المغاربة من أصول مهاجرة، يقررون قضاء أمسية الجمعة بطريقة مثيرة، يتخللها عنف ومغامرات، هذا الفيلم القصير يحمل إشارات اتجاه التشتت الفكري والأخلاقي الذي يشعر به كثير من شباب الضواحي. أما الفيلم الثاني فبعنوان "سعيد، لاعب موهوب " لهانس خرونيندايك من هولندا، وهو متابعة لأحد المواهب الكروية اليافعة من الكويت، جرت دعوته للاختبار واللعب في نوادي أوربية عريقة من قبل نادي فينورد في روتردام ونادي برشلونة، وهو وثائقي قصير يؤكد على أن الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، جعلت الموهوبين فوق كل اعتبارات اللون والدين والملة.وتدور أحداث فيلم باب السماح للمخرج فرانشيسكو سبيرانديو من تونس حول هجرة تونسي إلى إيطاليا، حمل إلى هجرة قصة حب لم تفارقه، وقرر في لحظة العودة إلى بلاده، والوقوف على أطلال حبيبته، وطلب العفو منها على باب الصحراء، لضعفه وتخليه، عملٌ جمع بين العمق الإنساني وقوة التشكيل البصري. أما فيلم "مشروع " لمحمد علي الهنيدي من تونس والذي أثار في تونس وخارجها، جدلا كبيرا جراء جرأته في معالجة قضايا مسكوت عنها، يتعلق بعضها بالضياع الذي يهدد مشاعر الأجيال الشابة، التي فقدت الأمل في المستقبل وتلهث في اتجاهات عديدة لا تدري إلى أين، وبعضها الآخر ببيروقراطية الإدارات الحكومية التي أقعدها جمود العقليات على الإحساس بما يختلج نفوس الشبان والشابات.