يبدو أن بداية الأمين العام الجديد لجبهة التحرير الوطني، بعجي أبو الفضل، لن تكون بالأمر الهين، بالنظر إلى التمرد المبكر الذي أعلنه أعضاء في اللجنة المركزية للحزب وعودة الحرس القديم إلى الواجهة، حيث أعلن تيار “التأثير والتقويم” الذي يقوده عبد الكريم عبادة رفضه لكل ما ترتب عن اجتماع اللجنة المركزية الذي أفضى إلى انتخاب أبو الفضل بعجي أمينا عاما للحزب، إلى غاية المؤتمر القادم، إضافة إلى القطيعة التي أعلنها الرئيس عبد المجيد تبون مع الحزب. وأعلن تيار التقويم والتأًصيل، بقيادة عبد الكريم عبادة، يضم قيادات بارزة في جبهة التحرير الوطني، رفضه التام والمطلق الاعتراف بما ترتب عن اجتماع اللجنة المركزية الذي أفضى إلى انتخاب أبو الفضل بعجي أمينا عاما للحزب العتيد، وانتقد البيان الذي يحمل توقيع منسق حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، بشدة ” الممارسات التي دارت بها وقائع هذا اللقاء، واتهم أصحاب البيان الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني بالتخطيط لهذا اللقاء، وقالوا إن: ” المُعين الجديد على رأس الحزب لا تتوفر فيه إطلاقا الشروط القانونية ولا النظامية ليكون حتى مُناضلا في القاعدة “.
ودعا تيار التقويم والتأصيل إلى تشكيل لجنة وطنية من خيرة المناضلين المشهود لهم بنضالاتهم بغية التحضير لمؤتمر سيد ومسؤول ومن ثم انتخاب أمين عام وشرعي، وذكر التيار الذي يقوده عبد الكريم عبادة بالمواقف السياسية السابقة للأمين العام الجديد لجبهة التحرير الوطني بعجي ابو الفضل، المؤيدة والداعمة للنظام السياسي السابق بقيادة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وتزامن هذا الحراك مع توجه جناح قوي جناح قوي داخل اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، نحو رفع دعوى قضائية لإبطال النتائج المنبثقة عن الدورة التي انعقدت السبت الماضي، واعتلى في ختامها عضو المكتب السياسي السابق سدة الأمانة العامة للحزب العتيد.
وتفاقمت متاعب بعجي أبو الفضل، بعد اللقاء المنعقد نهاية الشهر الماضي، كثيرا، حيث تداولت تقارير إعلامية خبر إصابته بفيروس كورونا، ليتم تفنيد الخبر، رغم أن هذا الأخير لا يزال تحت الحجر الصحي في مسكنه العائلي، ومباشرة بعدها تلقى ضربة قاسية بعدما أعلن الوزير المستشار للاتصال، الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية محند أوسعيد بلعيد: ” عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو هيكلية ين الرئيس تبون وبين جبهة التحرير الوطني وأن رئيس البلاد جمد عضويته في اللجنة المركزية كما أنه هو رئيس لجميع الجزائريين، وجاء ذلك ردا على الأنباء التي تواترت داخل الاجتماع حول دعم السلطة الحزب، وهو نفس السيناريو الذي كان منتهجا خلال العقدين الماضيين من الزمن، عندما زكى الآفلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للحزب . وأصدر الحزب في ختام دورة اللجنة المركزية بيان مؤيد لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ولحكومة عبد العزيز جراد باعتبارهما عضوان بارزان في اللجنة المركزية للآفلان “.