الآن وقد قررت الحكومة فتح المتاجر ومحلات الأحذية ووكلاء كراء السيارات، وقررت السماح بالنقل الجماعي عبر الحافلات والتراموي، بل وقررت حتى فتح محلات الحلاقة للسيدات، هل هناك من يتطوع ويذكر هذه الحكومة بأن بيوت الله ما زالت مغلقة، وأنه وجب الآن إعادة فتتحها أمام المصلين؟. في دول العالم كله تقريبا، عادت أماكن العبادة الى سالف نشاطها، ولقد رأينا دولا إسلامية ومسيحية وأخرى لا دينية، تسارع الى السماح للكنائس والمساجد بفتح أبوابها أمام المؤمنين، تحت ضغط شعبي كبير، وصل فيه الأمر في الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا، إلى حد رفع دعاوى قضائية ضد حكام بعض الولايات الذين تماطلوا في الاستجابة لمطالب الناس بهذا الخصوص، بينما لا نجد في الجزائر من يتكلم عن بيوت الله أو يذكر الحكومة بحالها. هذا يعني: أنه طالما فتحت الحكومة كل المجالات بما فيها تلك التي تشهد اكتظاظا مثل وسائل النقل العمومية، يصبح قرار الابقاء على غلق المساجد غير مفهوم، بل ومثير للاستغراب، خاصة وأن فتح بيوت الله لا يعني التخلي عن الاحتياطات الوقائية وعمليات التعقيم مثل بقية القطاعات الأخرى. كما يعني أن الاصرار على ابقاء بيوت الله مغلقة قد تكون خلفه أساباب أخرى غير معلنة، بعد أن انتفت الأسباب الدينية وراء قرار الغلق (حفظ النفس أولى من حفظ الدين).. ولعل موضوع عودة الحراك الى سالف عهده هو السبب الأكبر.. فافتحوا بيوت الله رحمكم الله.