وفي هذا الصدد أكد المواطنون أن القرية تشهد كل أنواع الحرمان من الحياة العصرية وانعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالغاز، الماء والكهرباء، إضافة إلى الغياب التام لكل أنواع الخدمات خاصة البريدية منها، وهو الوضع الذي يعيشه سكان هذه القرية المعزولة، ما جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة، فالطابع الجبلي القاسي للقرية أعطى الكثير من المبررات للسلطات المحلية لكي لا تبرمج فيها أي مشاريع تنموية وظلّت لسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام السلطات المحلية. أغلب سكان هذه القرية أنهكها غياب غاز المدينة وهو ما جعلهم في رحلة البحث عن قارورات الغاز والتي في الكثير من الأحيان لا يضفرون بها نظرا لنفاذها، حيث تعرف القرية برودة شديدة تحتاج إلى قارورات غاز البوتان للتدفئة، ليس هذا المشكل الوحيد الذي نغّص حياة السكان، بل غياب المياه الشروب زاد من تأزم الوضع، حيث الصهاريج التي يبيعها التجار الجشعين أثقل كاهل العائلات المحدودة الدخل، في حين تلجأ عائلات أخرى إلى اتباع الطرق البدائية في اقتنائها.
انعدام المرافق الترفيهية والرياضية زاد الأمور تعقيدا
من جهتهم اشتكى شباب القرية من غياب أدنى المرافق الترفيهية والرياضية بقريتهم، حيث لا يوجد بهذه القرية ولا بالقرى القريبة منها أي مرفق للترفيه، حيث وجدنا خلال زيارتنا لهذه القرية أطفالا يلعبون ألعابا تقليدية في وسط الطريق، من رمي المسامير على الطوب وكرة القدم، مما يدل على أن هؤلاء الأطفال ليس لديهم فضاء آخر غير الطريق لممارسة الرياضة والترفيه عن أنفسهم. كما يعاني شباب القرية من البطالة التي جعلتهم يعيشون فراغا قاتلا، وهو ما دفع بالكثير منهم إلى اتباع طريق الانحراف كتعاطي المخدرات وهناك من فكّر في الحرقة نحو الضفة الأخرى على أمل منه إيجاد حياة أفضل تنسيه المتاعب والشقاء التي عاشها في قريته الصغيرة والفقيرة، المعزولة والمنسية.
السلطات البلدية تلتزم الصمت وما زاد من معاناة السكان التزام السلطات الصمت إزاء الوضع المزري الذي يعيشه هؤلاء السكان، حيث أكد هؤلاء أنهم وبالرغم من علمهم بالمعاناة والمشاكل اليومية التي تواجههم إلا أنها التزمت الصمت وبقيت في موقف المتفرج وكأن معاناة السكان لا تعنيهم واكتفت بتقديم الوعود كل مرة يقوم السكان باحتجاج، وهو ما تذمّر له المواطنون الذين سئموا من الوعود التي يسمعونها في كل مرة.