يؤكد عضو لجنة متابعة ورصد وباء كورونا سابقا البروفيسور بركاني بقاط في حوار ل " الجزائر الجديدة" أن الجزائر على عتبة موجة ثالثة لكورونا، ما يدعو إلى اجبارية العودة إلى الحجر الصحي واتخاذ مزيد من الحيطة، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. حاورته : مريم والي الجزائر الجديدة : تنبئ كل المؤشرات العلمية ببلوغ الجزائر لذروة الإصابات بفيروس كوفيد 19 خلال الأيام القادمة،كيف يمكنكم تقييم الوضع الوبائي العام للبلاد ؟ البروفيسور بقاط : الوضعية فعلا مقلقة ، المستشفيات الجزائرية تشهد تشبعا وحالة استنفار، وبالأخص في قاعات الإنعاش التي تعرف اكتظاظا، هناك تزايد في عدد الإصابات يوما بعد يوم وبصفة سريعة، نحن على عتبة موجة ثالثة من جائحة كورونا ،لذا فإن العودة إلى الحجر الصحي ولا جزئيا يبقى محتمل ، بل ضروري واجباري. الجزائر عرفت لفترة ما استقرار في عدد الإصابات، سرعان ما اتخذت منحى تصاعدي مؤخرا، إلى ما ترجع الأسباب ؟ الجواب: يرجع تنامي الإصابات إلى تخلي المواطن الجزائري عن قصد أكثر منه عن جهل، عن وسائل وتدابير الوقاية من الفيروس، لأن المواطنين يعتبرون أننا تجاوزنا الوباء وخلفناه من ورائنا بمجرد تسجيل انخفاض في عدد الإصابات واستقرار الوضع الوبائي، وهذا خطأ . لأن السلالات المتحورة تتجه نحو المؤوية، وهو ما أعطى النتيجة التي نحن فيها الآن وجعلنا نتراجع نحو ذروة الإصابات. كيف تقيّمون عملية التلقيح ضد الفيروس منذ انطلاقها ؟ الجزائر لم تنجح في عملية اقتناء اللقاح والحملة لم تأت بثمارها ، لدينا نقص كبير وهذا شيئ ظاهر ، والإشكال يقع على السلطات أنذاك، كونها لم تتقدم بطلبية كافية، كل الدول اشترت كميات هائلة من اللقاح أنذاك، توفير مليون أو مليوني جرعة من اللقاح غير كاف، لأننا نتجه نحو مناعة القطيع، أي المناعة الجماعية . نقطة أخرى تسجل عن عملية التلقيح، تسببت في عزوف المواطنين وتلقيحهم ، حيث انتشرت فكرة خاطئة حول تسبب اللقاح في أمراض أخرى خاصة بالنسبة للقاح "استرا زينيكا" ، وهذا غير صحيح، فاللقاح له فائدة كبيرة في التصدي للفيروس، لكننا عجزنا عن القيام بحملة له حتى إعلاميا، والرغم من اخراج عملية التلقيح من المصحات الاستشفائية إلى الساحات العمومية يبقى الاقبال ناقصا. في ظل تعدد اللقاحات وتنوعها، ما هو اللقاح الذي تنصحون به ؟ صراحة كل اللقاحات لها فائدة كبيرة، هناك لقاحات غير موجودة أصلا في الجزائر مثل لقاح فايزر، ولقاحات واجهت موجة نقد كبيرة كلقاح زينيكا. ولكن ليس هناك لقاح من دون فعالية. لتوضيح الفكرة أكثر، اللقاح ضد الانفلونزا الموسمية له فعالية بنسبة تتراوح بين 50 إلى 60 بالمائة، أما اللقاحات ضد كوفيد 19 ، ففعاليتها تصل إلى 80 بالمائة، إذا الملقحون لهم حظوظ أكبر في التصدي للفيروس، وحتى في حالة الإصابة فإنها تكون خفيفة. هل الأشخاص الملقحين اكتسبوا مناعة ضد الفيروس ؟ الجواب: طبعا الشخص الملقح يتصدى كاملا أو بنسبة مؤوية كبيرة للجائحة، قد تظهر عليه بعض الأعراض ،ولكنها تبقى خفيفة دون وصوله إلى الحالة الخطرة كتلك المتواجدة بقاعات الإنعاش. مع اقتراب عيد الأضحى، ما هي الإجراءات التي تنصحون بها للحد من انتشار الفيروس ؟ معروف أن تفشي الفيروس يخضع للعلاقات العائلية والتجمعات، لذا كلما قللنا الاحتكاك العائلي يبقى الأمر إيجابيا نحو تقليص تفشي الفيروس بين الأفراد، ويبقى العيد مناسبة للتزاور، والزيارات في الغالب تكون لكبار السن للأمهات والآباء والأجداد في أماكن مغلقة وهذا خطر على صحتهم، لذلك أي تجمع قد ينجم عنه خطر صحي، لابد من تجنبه.